مينا أمير الحلو /
الفنانة الجميلة لبنى عبد العزيز ممثلة بنكهة مميزة.. فهي فنانة مثقفة ومن عائلة راقية جداً.. ولدت عام ١٩٣٥ وعملت كمقدمة لبرامج الأطفال في الإذاعة المصرية / البرنامج الأوروبي لإجادتها اللغتين الإنكليزية والفرنسية وهي بعمر ١٠ سنوات!
دخلت الجامعة الأميركية وتخرجت فيها وهي تعيش في عالم بعيد عن التمثيل والممثلين والأفلام العربية وأبطالها.. فهي تقرأ الروايات الأجنبية وتشاهد أفلام هوليوود فقط، هذا إلى جانب عملها في البرنامج الأوروبي.
شاهدها الكاتب الشهير إحسان عبدالقدوس وطلب منها أن تمثل دور البطولة في فيلم يروي لنا قصة إحسان الشهيرة (أنا حرة)، فرفضت لبنى وقالت إنها لا تفكر في التمثيل مطلقاً.. فقال لها إحسان: لا”لن يمثل غيرك دور أمينة وإذا لم تمثليه لن يظهر الفيلم للنور.” ولم تكترث لبنى للموضوع.
بعدها بفترة ذهبت لبنى إلىء استوديو ما لتحضِّر تقريراً عن المقارنة بين السينما المصرية والأميركية، وهناك شاهدها المنتج رمسيس نجيب، وكان بصحبته إحسان عبد القدوس، فسلما عليها، وتأثر رمسيس جداً بشخصيتها، فقرر الذهاب إلى والد لبنى لإقناعه بضرورة أن تمثل ابنته في قصة لإحسان، لكن هذه المرة كانت قصة “الوسادة الخالية” أمام العندليب عبدالحليم حافظ، الذي كان حينها المطرب والممثل الأعلى أجراً وفارس أحلام جميع الشابات.
وافقت لبنى بعد موافقة والدها على تمثيل “الوسادة الخالية” معلا عبدالحليم عام ١٩٥٨، وكانت قصة حب “سميحة” و”صلاح” من كلاسيكيات الأفلام الغنائية الرومانسية، وبعد انتهاء التصوير، وفي حفل افتتاح العرض الأول في السينما دخلت لبنى مع حليم السينما لتصدم بشهرته التي كانت تجهلها.. تقول لبنى: لا
كنت أسمع أن عبدالحليم مطرب جديد ومعروف، لكني لم أكن اتصور أنه بهذه الشهرة، وأنه فتى الشاشة الجديد ومعبود الفتيات. ومن الواضح أن فريق العمل -بمن فيهم عبدالحليم- لم يشرحوا لها من هو العندليب الأسمر ومدى شهرته لكي لا ترتبك أمامه خلال التصوير وتهاب التمثيل معه.
تحكي لنا لبنى مدى لطف وخفة دم حليم معها خلال التصوير ومقالبه الدائمة..
وتقول: مرة كانوا يتكلمون في الاستوديو عن (الملوخية) فسألتهم ما هي الملوخية؟ وطبعاً لم يفوِّت حليم الفرصة لكي يدبر لي مقلباً فقال لي: انت ما تعرفيش الملوخية؟ دي فيتامينات مهمة للجسم ولازم تاخذيها.
فقلت له: وأجيبها منين؟ فأخذني بسيارته مع أصدقاء لنا وتوقف أمام صيدلية وقال لي: انزلي اطلبي قزازة ملوخية (زجاجة ملوخية)، فهي تباع مثل الدواء، فنزلت وطلبت من الصيدلي زجاجة ملوخية..! طبعاً استغرب الصيدلي وأفهمني بأنها لا تباع في الصيدليات، استدرت لأرى حليم ومن معه في السيارة ميتين من الضحك! ومرة طلب من كادر العمل بأكمله تركي في الصحراء حيث كنا نصور مشاهد لقاء سميحة وصلاح خلال تحضري للمشهد، وبقيت واقفة في الصــــــــــــــــــحراء لوحدي حتى اكتـــــــــشفت أنه أحد مقالبه.
بعد نجاح الفيلم مباشرة عاد إحسان عبدالقدوس إلى لبنى مع نفس المنتج -رمسيس نجيب- الذي تقدم لخطبة لبنى فوافقت، ونفس المخرج -صلاح أبو سيف- ليطلبوا منها بطولة فيلم (أنا حرة) الذي رفض إحسان أن تمثله أية فنانة غير لبنى ورفضت.. لكنها الآن فرحت به ومثلته أمام شكري سرحان وكان فيلماً رائعاً عُرض عام ١٩٥٩، أي بعد عام من عرض الوسادة الخالية، ثم توالت أدوارها فكسبت السينما العربية ممثلة من نوع نادر. الا