أحمد سميسم – تصوير: يوسف مهدي /
في خطوة لمواكبة التطور الإعلامي الإذاعي العربي، شرعت إذاعة الفرقان في شبكة الإعلام العراقي بافتتاح ستوديوهات إذاعية حديثة من حيث التقنية بعد أن جرى تأهيل الستوديوهات القديمة وإعادة الحياة إليها بجهود كبيرة استثنائية بسواعد كوادر الشبكة الماهرين من القسم الهندسي ومديرية المشاريع وقسم الديكور وقسم الإبداع.
عملت كوادر شبكة الاعلام ثلاثة أشهر متتالية من أجل الارتقاء بشكل الإذاعة وهويتها لتطل على مستمعيها بحلّتها الجديدة من برامج وتقارير وحوارات عبر بثها الإذاعي المرئي المباشر الجديد من على منصة مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، بغية إيصال الخطاب الديني المعتدل بصبغته الاجتماعية المتزنة وتناول الأحداث الدينية في العالم العربي بكل حياد وموضوعية.
“مجلة الشبكة” كانت لها جولة في ستوديوهات الإذاعة وأروقتها للوقوف على آليات التطور الحاصلة في إذاعة الفرقان عبر لقاء مديرها وعدد من الإذاعيين العاملين فيها.
خطط برامجية واعتدال مدروس
لقاؤنا الأول كان مع مدير إذاعة الفرقان (مصطفى عبد الكريم الصائغ) الذي استقبلنا بحفاوة كبيرة وحدثنا قائلاً: رسمنا خطة عمل لإعادة هيكلة الإذاعة مع متطلبات العصر وما يحتاجه المستمع اليوم، لذا اتجهنا إلى تحديد مسار العمل، تارة بتحديد نوعية البرامج المقدمة، وتارة أخرى في كيفية إيصال المواد الإذاعية إلى الجمهور وكيف تؤثر فيهم، فضلاً عن أننا ابتعدنا عن طريقة تقديم البرامج الكلاسيكية التي مر عليها زمن طويل، وارتأينا أن تكون الإذاعة دينية بلمسة اجتماعية على أساس (أن الدين حياة)، وأنه حاضر بقوة في كل الميادين، فعمدنا إلى زيادة بث البرامج الإذاعية المباشرة، إذ كانت أغلب برامج الإذاعة تسجيلية، فصارت لدينا من 8 إلى 10 ساعات برامج يومية مباشرة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية عشرة ليلاً، مع أرشفة المواد الإذاعية التي كانت تحفظ بطريقة عشوائية.
أضاف الصائغ: حاولنا وما نزال نسعى إلى اختيار الشخصيات الأكاديمية المتخصصة في الفكر الإسلامي لتقديم البرامج الإذاعية وطرح الأفكار بكل شفافية ووضوح في ظل الحملات التخريبية التي تسعى إلى تشويه الدين وإظهاره بصورة مغايرة عن حقيقته، على الرغم من أن مهمتنا الأساسية بعيدة عن التنظير الديني بقدر ما إنها تعالج مسألة كيف يكون الدين في المجتمع بصورته الحقيقية، ونحن نحاول أن نفك طلاسم نقاط الخلاف التي غابت عن المستمع.
يتابع الصائغ: بدأنا في تقديم خطط برامجية جديدة تخدم تطلعات المستمع عبر تقديم المناهج الإذاعية بشكل احترافي أفضل من السابق (تعريق المنهاج) ونعني به أن يكون المنهاج ببصمة عراقية واضحة المعالم، لا أن يكون متنوعاً باتجاه أفقي عربي أو إسلامي عام، لذا عمدنا إلى أن يكون بث الأذان عبر الإذاعة بأصوات عراقية فصيحة وقرّاء عراقيين محترفين من الفائزين في المسابقات الوطنية التي هي من إنتاج إذاعة الفرقان حصراً، فضلاً عن أننا أدخلنا بصمة موسيقية إسلامية خاصة بالإذاعة تعزز هويتها الإعلامية بين سائر الإذاعات الأخرى وجعلناها تسبق بث المحاضرات الإسلامية اليومية التي نقدمها بأصوات خطباء منابر كبار كالشيخ الدكتور أحمد الوائلي، والشيخ الشعراوي، والشيخ عدنان إبراهيم، والشيخ جعفر الإبراهيمي وسواهم، من غير أن نميل إلى جهة دون أخرى أو مذهب دون آخر، بل انتهجنا الاعتدال على نحو مدروس والرد على التطرف في بثنا الإذاعي.
بعد كل هذه الخطوات اتجهنا إلى جانب مهم جداً في الإذاعة هو إعادة تأهيل الستوديوهات الإذاعية المباشرة بتقنيات حديثة فنية تواكب التطور الإعلامي، من هنا انطلقنا نحو البث المرئي المباشر الذي تأخرت عنه إذاعة الفرقان طويلاً لتلتحق بركب زميلاتها (إذاعة العراقية) و(إذاعة جمهورية العراق) في البث المرئي، ولا يخفى على أحد كيف أصبح البث المرئي حاجة ضرورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولله الحمد انطلقنا في هذا الجانب وتلقينا ردود أفعال إيجابية من المستمعين والمشاهدين، ولكي لا تفقد الإذاعة هويتها الأصلية من منطلق (تسمع وكأنك ترى)، كان هناك عدد من البرامج ظلت ضمن نطاق البث المسموع، لا المرئي، لخلق حالة من التوازن بين متذوقي البرامج المرئية والمسموعة.
الإذاعة وإغراءات الشاشة
من جهتها، قالت المذيعة ومقدمة البرامج في إذاعة الفرقان (إنعام محمود): إن تحول بث الإذاعة من البث المسموع إلى البث المرئي خطوة موفقة في ظل التطور الحاصل في التقنيات الإلكترونية الحديثة من أجل إيصال الرسالة الإعلامية إلى أكبر عدد من الجمهور عبر برامجنا الجديدة الدينية الاجتماعية التي تهم فئة كبيرة من المستمعين، فالبث المرئي عملت به أغلب الإذاعات العراقية والعربية لأن أغلب الناس قد يغادرون المذياع حال مغادرتهم مركباتهم أو محالهم، لكن البث المرئي يجعل المستمع على مقربة من المذياع أينما يكون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
المخرج الإذاعي (رسول جمعة) قال: إن دخول إذاعة الفرقان حيز البث المرئي يعد خطوة نحو الانفتاح التكنلوجي الحاصل في أغلب الإذاعات باستثمار مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة عدد متابعيها، كون الإذاعة بدأت تفقد جمهورها مؤخراً لكثرة وجود القنوات الفضائية وإغراءات الشاشة المرئية، لذا بدأت الإذاعة تستعين بوسائل أخرى لتحافظ على مكانتها وألقها وحضورها وسط هذا التنافس المرئي، فقد عمدت الإذاعات إلى استخدام البث الإذاعي المرئي عبر الفيسبوك، وهكذا فعلت إذاعة الفرقان التي استطاعت أن تدخل هذه النافذة عبر البث المرئي المسموع لتطل على مستمعيها بأبهى محتوى.
فيما يذكر مقدم البرامج الإذاعي الأديب والشاعر (علاء المسعودي): بعد أن تسلم الأستاذ مصطفى الصائغ مهمة مدير إذاعة الفرقان، أضفى لمساته الإبداعية على مفاصل الإذاعة، ومنها الستوديوهات الحديثة وتوفير أماكن جميلة لجلوس الموظفين والمكاتب الأنيقة وديكورات الإذاعة والألوان الزاهية التي تتناسب مع هوية الإذاعة ودخول البث المرئي الذي يواكب تطور العصر والانفتاح في طرح المواضيع الدينية الاجتماعية التي تقارب الواقع الذي نعيشه.