محسن العكيلي /
يزخر العراق بإرث حضاري كبير يمتد من الماضي الى الحاضر، لينهل من هذا الإرث شباب موهوبون ومبدعون يحلمون أن يصلوا إلى أهداف ترسخت في عقولهم منذ الصغِر، أو منذ اكتشاف مواهبهم بأنفسهم.
تتنوع تلك المواهب الشبابية من شاب الى آخر، فبعضهم لديه مواهب الغناء والرسم والخط والفنون التشكيلية، وبعض ذهب بعيداً فأراد التميز باكتشاف فن يمزج بين مواهبه المتعددة، ويحلق في فضاءات اكتشفها بنفسه, ليبني جسراً بين الماضي والحاضر في لوحات مزجت بين قصبة الخطاط وفرشاة الرسام.
موهبة مبكرة
خطاط ورسام منذ طفولته، اكتشف الحرف في بيئة فنية تزخر بالفن، التفت والده الرسام والخطاط الى موهبته فبدأ بتعليمه وإشراكه في العديد من المسابقات الفنية على مستوى محافظة بابل، فحقق المركز الأول بمسابقة الخط في مديرية شباب ورياضه بابل بعمر التسع سنوات على مستوى الأشبال، وبعده المركز الثاني في عمر الثانية عشرة، وشارك أيضاً في العديد من المعارض داخل العراق وخارجه. كان دائم البحث عن نوع من الفنون يحتضن طاقته ويعكس شخصيته، أبحر في عالم الخط لعربي في هذا العالم الجميل.
أيقن محمد علي رحيم، بالرغم من طفولته،أن هناك شيئاً لطالما كان في داخله، يسكن طيّات روحه باحثاً عن فرصة الظهور للعلن. ورغم حصوله على المراكز الأولى في بداية مشواره في فن الخط، إلا أنه أراد أن يكون مميزاً عن أقرانه ليفكر بشيء ربما لم يكن مألوفاً، وهو أن يضع الخط والرسم في بوتقة واحدة في محاولة لجعل العمل ذا رسالة فنية جديدة في أدواتها وأشكالها لتشتمل العلاقة التشكيلية على تكوينات رمزية يتحول فيها الخط العربى الى كائن حي ينطلق الى أفق غير محدود, وحين يتم مزج الخط بالرسم يصبح للخط مذاق خاص، وللرسم مذاق آخر مرتبط بشكل الكلمة التي تكتب أو ترسم، حين يمتزج الشكل بالمعنى ويصبح في النهاية رمزاً لعمل يبرز للخيال لحظة صدور الكلمة.
رسالة فنية
لوحاته عبارة عن مزج بين الرسم والخط العربي، ويعتبر الأول في العراق بهذا الفن، ولندرة من يمارس هذا الفن في الوطن العربي وبصورة عامة، فإن فنانيه معدودون حالياً, بدأت لوحاته في الانتشار وبيعت له العديد من اللوحات في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، كما استطاع عمل ١٢ لوحه فنيه كـ أغلفة لألبوم المطرب الكويتي إبراهيم دشتي، وضعت في جميع المنصات من أبل ميوزك وأنغامي وديزر وغيرها، وهناك أيضاً بعض (براندات) الملابس بدأت في شراء حقوق بعض لوحاته وطبعها على الملابس. يحاول محمد أن يحول جدران المدارس والشوارع الى لوحات فنية تحاكي إرث العراق، كي يوصل رسالة في نشر هذا الفن ليخبر العالم أن العراق مازال منبعاً للطاقات المبدعة، ويتمنى أن تصل لوحاته الى العالمية.
محمد تعهد، وبمجرد توفر المواد الأولية، بأنه مستعد لرسم الجدران في الشوارع والمدارس مجاناً.