أحمد سميسم- تصوير: قاسم العميدي /
في خطوة نحو تنمية المواهب الفنية الفتية في مجال مسرح الطفل، أطلق قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة مشروعاً فنياً نوعياً هو “مشروع 1000 كاتب مسرحي للطفل.”
المشروع يبحث عن اكتشاف جيل جديد من الكتّاب وتنميتهم في مجال مسرح الطفل من كل محافظات العراق من خلال إقامة الدورات التدريبية والورش الفنية اللازمة.
المشروع قابل لتخطي حدوده المحلية ليكون صداه عربياً وعالمياً، ويحقق أحلام الكتّاب في مسرح الطفل.
البذرة الأولى
من غرفة صغيرة في حجمها، كبيرة بشاغليها ونتاجها، في قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة، زرعت البذرة الأولى لشجرة مثمرة وارفة الظلال لـ (مشروع 1000 كاتب مسرحي للطفل).
يقول عضو اللجنة الاستشارية للمشروع، رئيس لجنة تحكيم مسابقة النصوص، الدكتور حسين علي هارف لـ “الشبكة: هذا المشروع الثقافي الستراتيجي الطموح يهدف إلى اكتشاف ورعاية وتقديم جيل جديد من الكتّاب الشباب في مجال مسرح الطفل، مبيناً أن المشروع جوبه بتحفظات ومعارضة من بعض المهتمين، بل وسخرية ممن شككوا في جدوى وجدية المشروع وواقعتيه، فضلاً عن إعطائه طابعاً مؤدلجاً، وقد دحض القائمون على المشروع والعاملون فيه هذه المزاعم وبددوا الشكوك.
أضاف هارف: ما كان للمشروع أن ينطلق وينجح دون أن ينفتح على مؤسسات فنية وتربوية وتعليمية أكاديمية في بغداد وباقي المحافظات، والاستعانة بها وبكوادرها الماهرين، إذ تم التعاون مع تلك المؤسسات لإقامة الورش الأولية التمهيدية، ومنها كليات الفنون الجميلة ومعاهد الفنون والمؤسسات الثقافية التي تفاعلت بشكل ملحوظ مع المشروع وساعدت في إنجاحه عبر عناصرها الاكاديمية المبدعة.
ثمرة المشروع
بعد أن جرى اختيار مدرب ومنسق متخصص من كل محافظة، تولوا الإشراف على الورش التي استقطبت متدربين بأعمار تتراوح من 15 إلى 35 عاماً، وكانت اللجنة الاستشارية قد هيأت لهذه الورش مناهج نظرية وتطبيقية خاصة بالتدريب، تتضمن المبادئ والقواعد الأساسية لكتابة نص مسرحي للطفل، وكانت إدارة المشروع واللجنة الاستشارية قد اشرفتا على ورشة إعداد للمدربين ووضعتا خارطة طريق ودليل عمل، وكانت النتائج كالتالي: عدد المشتركين في الورش الابتدائية في المحافظات بلغ 320 مشتركاً ومشتركة، وعدد الذين تأهلوا للورش المركزية -المرحلة الثانية للمشروع- بلغ 63 متدرباً، وعدد المنسقين والمدربين في الورش الأولية الابتدائية بلغ 30 متدرباً، بينما بلغ عدد المحافظات المشتركة في المشروع 14 محافظةً.
وأشار هارف إلى أن المشروع خُطط له بعناية منذ سنوات بأفكار مسرحيين من نقّاد وكتّاب مسرح، إذ أن ثمرة المشروع أينعت بتكاتف الجميع، ولاسيما رئيس قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة محمد الحسناوي وبقية أعضاء الهيئة الاستشارية المتمثلة بفنانين لهم تاريخهم المشرف في مسيرة المسرح العراقي وهم: الدكتور جبار خماط، والدكتور حبيب ظاهر حبيب، والدكتور إياد السلامي، والكاتب والشاعر والباحث فاضل الكعبي، والكاتب والمخرج عبد الجبار حسن، وأنا الدكتور حسين علي هارف، وها نحن بعد أن أنهينا الموسم الأول من المشروع بحصيلة رائعة، ربما تكون جائحة كورونا قد حدت منها بعض الشيء، إلا أننا نشد الأحزمة ونشحذ الهمم والعقول لننطلق إلى موسم ثانٍ جديد في المستقبل القريب إن شاء الله، مستندين بقوة على مؤسسة أضافت إلى طابعها وأهدافها الدينية أبعاداً ثقافية واجتماعية وتنموية، يقودها إلى ذلك الفكر الحسيني النيّر الذي نهتدي به جميعاً.
لماذا الأطفال؟
فيما أوضح رئيس قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة محمد الحسناوي؛ أن فكرة مشروع 1000 كاتب مسرحي للطفل ولدت من رحم قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة، وجاءت الفكرة بعد أن قدم القسم ورشاً لتأهيل المشاركين، كما أقام مهرجان “الحسيني الصغير الدولي” دورات عديدة، فولد مشروع 1000 كاتب مسرحي للطفل من رحم هذا المهرجان ليكون رافداً لمسرح الطفل في بغداد، ويخلق بصمة في مشهد الثقافة العراقية مستقبلاً لأنه سينتج أسماء جديدةً ومهمة في مجال الثقافة العراقية والعربية، قد يتساءل بعضهم: لماذا استهدف المشروع الأطفال؟ لأننا في العتبة الحسينة المقدسة نؤمن بأن الأطفال هم عماد المستقبل وأدوات التغيير ونهدف للوصول إلى 1000 كاتب مسرحي للطفل ليصل المشروع إلى كل مدن وقصبات العراق.
كما عرضت على هامش الملتقى الأول لمشروع 1000 كاتب مسرحي للطفل مسرحية “بانتظار المطر” في المسرح البيت الثقافي في كربلاء المقدسة، المسرحية من تأليف وسام القريني وإخراج ميثم البطران.