زياد جسام
الأنشطة والفعاليات الفنية في العراق أخذت مساحة كبيرة من الواقع العراقي في الفترة الأخيرة، وهذا شيء إيجابي، لكون المعارض والأنشطة التي أقيمت كانت كمية ونوعية. ولا شك في أن كثرة هذه الفعاليات بمثابة إعادة النبض إلى روح الحركة التشكيلية وللمبدع العراقي الذي حقق قصص نجاح فنية مهمة، ينافس من خلالها العالم بمبدعيه ونتاجاتهم.
في الأيام القليلة الماضية أقيمت على الساحة الفنية العراقية عدة أنشطة فنية ومعارض تشكيلية مهمة، منها ما تبنتها وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، كان أحدثها معرض شخصي للفنان حسين البلداوي على قاعة كولبنكيان في بغداد، الذي افتتحه المدير العام لدائرة الفنون العامة الفنان الدكتور قاسم محسن، وهو المعرض الحادي عشر للفنان، حمل عنوان (دوامات في رحلتي). جسّد الفنان من خلال 5 أعمال فنية نحتية، وهي مستوحاة من تجارب سابقة في مجال الرسم، علامات فارقة في رحلته وعوالمه التي قدمها عبر تجارب امتازت بالجرأة والنُضج في استخدام الألوان، كما أن المعرض مثّل التجارب التي عاشها الفنان واشتغالاته الفنية على مدى نصف قرن بنحو 31 عملاً فنياً.
باتجاه الضوء
كما كانت هناك أنشطة فنية تشكيلية أخرى أقامتها نقابة الفنانين العراقيين على قاعتها، كان أحدثها معرض شخصي للفنانة منى مرعي، حمل عنوان (باتجاه الضوء)، احتضنته قاعة النقابة الكبرى، وافتتحه نقيب الفنانين الدكتور جبار جودي. قالت الفنانة مرعي إن اسم المعرض مستوحى من فكرة البحث عن الضوء، وصراع الإنسان الوجودي في الخروج من الظلام إلى النور. الأعمال المعروضة تنوعت بين التجريدية والتعبيرية، مرسومة بتقنية خاصة من ناحية الألوان الصريحة والحارة تعبيراً عن فكرة الأمل الذي تعيش مرعي لأجله، يعد هذا المعرض رقم 16 بالنسبة للفنانة منى مرعي، إذ قدمت قبله معارض في دول عربية وأوربية عديدة.
حكايا الطين
أما جمعية التشكيليين، فكان نشاطها لهذا الشهر افتتاح معرض الخزف العراقي (حكايا الطين 5) الذي شهد حضوراً لافتاً من قبل شخصيات دبلوماسية وثقافية وفنية وعدد من المهتمين والمتابعين للمشهدين الثقافي والفني في العراق. يعد هذا المعرض حدثاً نوعياً مميزاً شاركت فيه نخبة من خزافي العراق تمثل عدة أجيال، عرض في المعرض ما يقرب من سبعين عملاً فنياً، لأكثر من أربعين فناناً وفنانة، وامتازت الأعمال باختلاف الأساليب وطرائق العمل والتنفيذ بأفكار مغايرة تؤكد أهمية العراق ثقافياً وفنياً وحضارياً، إذ أكد غالبية الحاضرين إعجابهم بما قدمه الفنان العراقي من نتاج يليق بإرث العراق الكبير.
ظلال
كذلك كانت هناك أنشطة فنية مهمة أقامتها مؤسسات أخرى، مثل المعهد الثقافي الفرنسي في العراق، فقد أقيم على قاعته معرض شخصي للفنان التشكيلي ستار درويش حمل عنوان (ظلال)، الذي شهد حضور جمع من الشخصيات الثقافية والفنية، حيث قدم الفنان في معرضه هذا مجموعة من الأعمال الفنية التي تضاف إلى تجاربه السابقة في مجال الإبداع.
مصغرات
كما احتضنت قاعة برونز للثقافة والفنون معرض المصغرات السنوي، وهو معرض فني لمجوعة من الفنانين العراقيين ذوي البصمة المميزة في الفن التشكيلي العراقي، الذين قدموا من خلاله أعمالاً فنية بلمسات جمالية متنوعة، جسدت الحياة اليومية والطبيعة والبيئة العراقية، تميزت باشتغالات وخامات متعددة وتقنيات لونية مختلفة، سواء المرسومة بالألوان الزيتية أو الأكرلك أو المائية، مثلت تجارب متنوعة لأجيال مختلفة، ضمن أسلوب المدرسة الواقعية والواقعية التعبيرية، برزت فيها قدرة الفنان العراقي على العمل ضمن المساحات الصغيرة، أي المصغرات، والاشتغال على موضوعات تتسم بالجمال وبروح المعاصرة.
أحلام الطفولة
وافتتح على قاعة أكد للفنون معرض شخصي للفنان التشكيلي طالب جبار، حمل عنوان (أحلام الطفولة)، حيث قدم فيه مجموعة أعمال فنية لامست بشكل شفاف مشاهد الطفولة بذاكرة فنية بصرية. شهد حفل الافتتاح حضوراً لافتاً من قبل المهتمين والمختصين. ضم المعرض أربعين لوحة زيتية، تصور بغداد وأزقتها وشوارعها والعلاقات الاجتماعية بين الأهالي، كما عاشها الفنان جبار وتأثر بها وتبلورت شخصيته الاجتماعية والفنية في رحابها، إذ حاول إيصال تلك الأجواء بنكهتها الأصيلة في الرسم من خلال تعابير تشكيلية ذات لغة لونية متدفقة.