معرض الملصقات الدولي فنانون يخلدون ذكرى مأساة “سبايكر” بلغة بصرية وأفكار خلاقة

زياد العاني/

بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لجريمة سبايكر، التي راح ضحيتها 1700 شاب عراقي، افتتح قبل أيام معرض الملصقات الدولي الأول (سبايكر جرح عراقي)
على قاعة فندق المنصور ميليا في بغداد، بمشاركة أكثر من 72 لوحة لفنانين
من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، إلى جانب العراق.

أقيم المعرض برعاية وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد المبرقع، الذي تحدث في كلمة له عن هذه الجريمة قائلاً إن “جريمة سبايكر ارتبطت تاريخياً بداعش الإرهابي، وأن هذا الجرح الكبير ينبغي ألا يطوى بالنسيان، لأنه علامة فارقة في تاريخ الأمة.” مضيفاً أن “أهم ما يمكن تقديمه لتنشيط هذه الذاكرة، وأخذ العبرة منها، هو وضعها في إطار فني إبداعي قادر على أن يعبر عن الواقع، لكي يرسخ في العقل والروح.”
حدث إنساني
عن فكرة إقامته، قال منظم المعرض الفنان علاء الجيزاني: “نشأت فكرتنا لإنصاف باقة الورد الذين غُدر بهم في مجزرة سبايكر من قبل التنظيم الإجرامي الإرهابي (داعش)، إذ إنها مأساة ستبقى كالجرح العميق في جسد عراقنا الحبيب.” مضيفاً: “لذلك انطلقنا معلنين تضامننا، كمختصين في مجال التصميم الجرافيكي، من خلال توجيه دعوتنا إلى الفنانين من مختلف الدول العربية والأجنبية للمشاركة في هذا الحدث الإنساني الكبير والمؤثر، بإقامة معرض الملصقات الدولي.” مشيراً إلى “مشاركة العديد من الفنانين الذين مثلوا عشرين دولة لتخليد هذه الذكرى عبر ملصقات بلغة بصرية وأفكار خلاقة ومبدعة من حيث المحتوى ومضمون الملصق الأكاديمي، التي عبّرت عن رفض هذه الجريمة المروعة.” واصفاً فن التصميم الجرافيكي بأنه أحد أهم لغات الاتصال البصري بين الشعوب والمجتمعات، التي تعزز التفاعل الحضاري عن طريق الانفتاح على العالم الآخر، بما يمتلكه من إبداعات ثقافية وفنية.
إدانة دولية
اشتغل معظم الفنانين المشاركين في هذا المعرض المخصص على استذكار مأساة (سبايكر) الأليمة التي استنكرتها وأدانتها جميع الأديان والجنسيات والدول، وأصبحت الملهم الذي استوحى منه الفنانون أفكارهم الرافضة لجميع أشكال العنف والتطرف والتكفير. مؤكدين من خلال طروحاتهم الفنية على أن هذه الجريمة ستبقى الأكثر دمويةً وألماً ووجعاً في ذاكرة العراقيين، فقد تركت جرحاً غائراً متقيحاً في جسد الإنسانية.
تنشيط الذاكرة
وتأتي إقامة معرض الملصقات الدولي الأول لما لهذا الفن من تأثير فعال في التعبير عن المعاني والأفكار، إذ إنه يعد من أهم الوسائل التي تحقق هدفاً فکرياً وعقائدياً وسياسياً، فضلاً عن أنه رسالة فنية جمالية وظيفية تسهم في معالجة المشكلات المجتمعية التي يواجهها المجتمع.
كنت هناك
جرى خلال الاحتفالية عرض فيلم وثائقي بعنوان (كنت هناك)، الذي وثّق أحداث جريمة سبايكر. فيما أشاد عميد المعهد العالي للدكتوراه في لبنان، الدكتور محمد محسن، بتضحيات الشعب العراقي في بناء دولته برغم كل التحديات.
وشهد المعرض حضور حشد من المثقفين والفنانين والإعلاميين والملاك المتقدم في وزارة الشباب والرياضة، وممثلين عن هيئة الحشد الشعبي ومؤسسة الشهداء، وأعضاء اللجنة التحكيمية وبعض ورؤساء النقابات. وفي الختام، كرم وزير الشباب والرياضة الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى وهم: السيدة ازكولموردال من تركيا، والدكتور راقي نجم الدين من العراق، والسيد خالد أفيلا من المكسيك.