مملكة الأساطير “الهولندية (إيفتلينج) الحيــــاة داخـــــل أفــــــلام كارتــــــــون

آمنة عبد النبي – هولندا/
في بورصة الفن الأوروبي وشريط السينما العالمية يمرُ سكريبت المشاهد على الذاكرة فإما ان يطفئها مثل حبَّة المنوم، أو يذهلها الى الأبد بذكاء حترافي ولباقة نص لا علاقة لهما بالتمثيل.
مملكة كارتونية من الفانتازيا الطفولية وخيال فني مُغلف بأسرار الرسوم المتحركة السحرية، فتارة تجد نفسك محبوساً في منزل الأشباح، تقاسم السندريلا حكايتها الحزينة، وتارة أخرى تتحول الى أميرٍ عاشق كي تنقذ بياض الثلج (سنو وايت) من قضمة التفاحة المسمومة. فالدخول بين جدران هذا العالم الهولندي المُصغر كطفولتنا هو قطعاً الفرصة الأكيدة لإيقاظ الطفل الذي في داخلك وجعله ينطلق. إذاً، ما عليك سوى أن تغمض عينيك وتخطو أولى خطواتك إلى عالم الأكواخ الخيالي وسكانها الأقزام السبعة وتتوجه للبحث عن الكنز المفقود، ترافقك الموسيقى والتصاميم التي تحسسك بأنك تسير داخل فلم أنميشن من أفلام الكارتون البريئة التي اعتادت أن تأخذنا الى عالمٍ آخر.
علاج نفسي وجرعة حياة
“على الرغم من أننا من سكان مدينة (كاتشيفيل الهولندية)، التي تقع ضمنها إدارياً، إلا أننا لانملّ زيارتها”.. بهذا الحماس تحدث ربُ العائلة (عدنان المهداوي)، الذي كان قادماً لقضاء اليوم مع عائلته، حيث أكمل:
“هذه المدينة علاج نفسي وهواء نقي وطبيعة خلابة وألعاب جميلة، لكن أكثر شيء مهم وضروري بلا شك هو سينما الأطفال، فقضاء يوم طويل من التنقل بين العجائب والمرح في أرض الأساطير المليئة بألعاب الملاهي المثيرة، والمزالق المائية، وكنز القراصنة، ومجموعة من عوامل الجذب الأخرى، هو متعة كبيرة لنا. أنا أزور المدينة بين فترة وأخرى، أمتع أطفالي وأغير مزاجهم وأخفف عنهم عبء المدرسة والثلج وجمود الحياة. شخصياً أطفالي يعشقون منزل الأشباح، فهو -بصراحة- يجتذبنا بطابعه الفيكتوري وغموض الرحلة داخله بعناصرها المثيرة، فعند دخولك تقف في غرفة مغلقة من جميع الجهات وتهبط بك الغرفة الى أخرى، أما أسعار بطاقات الدخول فإننا نقطع بطاقة عائلية، إذ تختلف الأسعار إذا كان الحجز ليوم واحد أو يومين أو ثلاثة أيام، كما أنها تختلف حسب الأيام، إذ إن هنالك أياماً تكون التسعيرة فيها غالية جداً، ولاسيما في الأعياد، لذلك اعتدنا زيارتها في الأيام العادية.”
عالمين من التعب والخيال
أما الماكيرا (زينة سعدون)، القادمة من مدينة (زاندام) لترفه عن نفسها، فقد عبّرت عن لحظاتها بعد انتهاء نهار طويل داخل المدينة، قائلة:
“بصراحة هولندا جميلة بكل مفاصلها، لكن في هذه المدينة الأسطورية المليئة بالفانتازيا، يجد الإنسان نفسه بكل ما يحمله من هموم وصراعات ولهاث وراء لقمة العيش، يجد نفسه طفلاً هارباً نحو عالم الخيال بكل ما يحمله من مثالية وهدوء وجمال وشخصيات ساحرة، فهناك الابتسامة التي نحتاجها في كل مكان، ومطاعم فطيرة التفاح، إضافة إلى المحال الملونة التي تبيع الألعاب والهدايا التذكارية والقبعات التي تمثل شخصيات عشقناها في طفولتنا وكبرنا، مثل سنو وايت وميكي ماوس وميمي..”
تكنولوجيا مثيرة ومغامرات مذهلة
“تجذبني دور السينما وشاشات العرض المتطورة في عالم التكنولوجيا، مثل سينما الأبعاد الثلاثية التي ترتدي داخلها النظارة الكبيرة لتشاهد فيلماً وتعيش داخل تفاصيله بأحدث الأجهزة العلمية.” هذا ما كان يجذب الشاب (عمر الحمداني) المُقيم في العاصمة أمستردام، الذي أكمل قائلاً:
“الكل هنا مستمتع، الصغار قبل الكبار، إذ إن هناك لعب الأطفال، مع أشخاص يجسدون الشخصيات الكارتونية المحببة لهم، مثل أليس، وكذلك الرقصات المختلفة وألعاب السيرك وشخصيات والت ديزني المختلفة، وأيضاً المغامرات المثيرة للكبار، مثل (غابة الحكايات) الخرافية في شدة جمالها بما تحويه من قصص خيالية فسيحة، كـ (فخ القلعة المسكونة) ورحلة البحث عن الصناديق.”