مهرجانُ بابل للثقافاتِ والفنون العالمية

الشبكة /

افتتح يوم الخميس 21/4/2019 في محافظة بابل، على المسرح البابلي في المدينة الأثرية، وبرعاية من رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية في دورته الثامنة.
المهرجان، الذي حضره حشد من المثقفين والفنانين والإعلاميين العراقيين والعرب والأجانب، شهد حضوراً مميزاً غصّت بهم مدرجات المسرح.
ضيوف السجّادة الحمراء
شهدت هذه الدورة تقليداً جديداً تمثل بالسجادة الحمراءRed Carpet كمبادرة من القائمين على المهرجان للاحتفاء بالمبدعين العراقيين وضيوف المهرجان، الذين صعدوا الواحد تلو الآخر على السجادة الحمراء إلى منصة المسرح للترحيب بجمهور المهرجان، قدم بعدها أوبريت (أنا عراقي) تأليف الشاعر عامر عاصي وألحان الفنان ستار جابر وهو من إنتاج قسم الموسيقى في شبكةالإعلام العراقي.
ديمومة النجاح
ألقى بعدها رئيس المهرجان الدكتور علي الشلاه كلمة الافتتاح مرحباً بالضيوف والحضور، مقدماً الشكر لجميع صنوف القوات الأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية، والحشد الشعبي، مبيناً بأن التضحيات التي قدمها أبطال هذه القوات من أجل تحرير الأرض وانتصاراتهم على قوى الإرهاب المتمثلة بداعش، هي التي مكنت القائمين على هذا النشاط الثقافي الدولي بالاستمرار وديمومة فعالياته، مشيراً إلى أن انجازات المبدعين ومساهماتهم الفعالة في المهرجان، هي سر نجاح دوراته لأكثر من سبع سنوات. كما أكد (الشلاه)، في كلمته، على ضرورة أن تولي الحكومة العراقية الاهتمام بالمثقفين والفنانين العراقيين لأنهم خير من يمثل العراق وحضارته، مطالباً بمنحهم جوازات ديبلوماسية تسهل حركتهم في المشاركات الخارجية التي يمثلون فيها ثقافة العراق وعمقه الحضاري.
ألقت بعدها ممثلة رئيس الجمهورية السيدة ميسلون الملوجي كلمة أشادت فيها بجهود القائمين على المهرجان، مبينةَ أهميته لما يمثله من رسالة مهمة للعالم، رسالة مفادها أن الثقافة العراقية مستمرة ولن تنضب. قدمت بعدها الفرقة القومية للفنون الشعبية عدة لوحات استعراضية فولكلورية، سلطت فيها الضوء على تأريخ العراق وقدرته على تجاوز المحن وتحقيق الانتصارات.
ترسيخ الثقافة
بعدها جاء دور الفنانة العراقية سيتا هوكبيان التي حيّت الجمهور من على المسرح البابلي بحرارة بعد عقود قضتها بعيدة عن الوطن، لترتجل كلمة وجهت فيها التهاني لكل نساء العراق بمناسبة عيد الأم، متمنية دوام الاستقرار والتقدم في العراق، واستمرار الفعاليات الثقافية والفنية فيه لأهميتهما في ترسيخ ثقافة الشعوب والبلدان. غنت بعدها (هوكبيان)، بمصاحبة ابنتها الفنانة نوفا عماد، العديد من أغانيها التي بقيت محفورة في وجدان العراقيين الذين تفاعلوا معها من على مدرجات المسرح البابلي.
شموعٌ لأرواح الموصليين
شهد انطلاق المهرجان فاجعة كبرى مرت على العراقيين ألا وهي كارثة غرق العبّارة في محافظة الموصل، مادفع القائمين على المهرجان الى إيقاف أنشطتهم الموسيقية لثلاثة أيام بعد إعلان الحداد الرسمي في العراق، وألقت الفاجعة بظلالها على يومي الشعر اللاحقين في المهرجان في قاعتي مردوخ، ومعبد ننماخ، وقرأ أغلب شعراء المهرجان، العراقيون والعرب والأجانب قصائدهم المرسومة بحبر الحزن والأسى من هول الصدمة بسبب الحادث الأليم، كما أهدى الشعراء جميع القصائد الملقاة لأرواح ضحايا العبّارة، واشعلوا الشموع في مدينة بابل الأثرية وقرب معابدها التأريخية كتأبين للراحلين من الغرقى.
دمشق في بابل
وكانت للسينما حصة في المهرجان إذ عرض على صالة سينما مول (بي دي سي) الفيلم السوري (دمشق… حلب) بطولة الفنان الكبير دريد لحام، وبحضور مخرجه الفنان باسل الخطيب. المهرجان الذي استمر لعشرة أيام امتاز بحضور عربي وأجنبي واسع، شهد إقامة جلسات عن الدراما في العالم العربي وكيفية استثمار الطاقات العراقية لإقامة مشاريع مشتركة بين البلدان. حفل الختام تضمن أيضاً قراءات شعرية وفقرات غنائية لأجيال مختلفة من المطربين العراقيين ومن ضمنهم نجوم برنامج The Voice الذين تأهلوا الى مراتب متقدمة فيه، بينهم عدنان بريسم، وكرار صلاح، وسيمور جلال، والمطرب السوري عبد الرحيم الحلبي. كما تم تقديم عرض مسرحي تناول قصة شهرزاد وشهريار، بطولة الفنانين كاظم القريشي ومازن محمد مصطفى ومجموعة من الفنانات والفنانين العراقيين، بفرضية جديدة سلطت الضوء على مالم يتم قصّه من قبل شهرزاد، كانت بطلات الحكايات الجديدة نساء مثلن دور المحافظات العراقية وبطولات النساء فيها.
وكان بطل المهرجان الذي شمل أغلب مجالات الإبداع كالتشكيل والمسرح والسينما والأدب والفكر دون منازع هو الجمهور، الجمهور الغفير الذي غصّت به مدرّجات المسرح البابلي وجميع قاعات نشاطات المهرجان الأخرى.