زياد جسام /
افتتح -قبل أيام- المهرجان السنوي الثالث للألوان المائية العالمي، الذي نظمته جمعية الألوان المائية العالمية على قاعة عشتار، وهي إحدى قاعات وزارة الثقافة والسياحة والآثار، وحمل المهرجان عنوان (سلام، حب، تسامح). لا شك في أن هذا المهرجان الدولي السنوي المهم سوف يسهم في تعزيز ثقافة التذوق الفني والتعريف بأهم الفنانين التشكيليين المتميزين، برسوماتهم المائية تحديداً، في مشهد الفن التشكيلي العالمي المعاصر.
جرى تنسيق إقامة هذا المعرض من قبل جمعية الألوان المائية، حيث يحتفى بالأعمال الإبداعية لأهم الفنانين التشكيليين المتخصصين بالألوان المائية، الذين تعكس أعمالهم المعروضة المنجز الفني المتميز، بما ينسجم مع رسالة ورؤية المهرجان للارتقاء بوعي المجتمع بأهمية هذا النوع من الفنون، وفي نفس الوقت ربما يسهم هذا النشاط بتحفيز الفنانين على إنتاج أعمال جديدة تنافس نظيراتها في مختلف دول العالم.
حضور لافت
حضر الافتتاح نخبة من الفنانين والنقاد والمتذوقين، كان من بينهم وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم، بالإضافة إلى السفير الإيطالي في بغداد السيّد ماوريتسيو كريكانتي.. مشاركة دولية واسعة هي ما أنجحت هذا المعرض، فقد كانت المشاركة متنوعة من آسيا، وأوروبا، والولايات المتحدة، وكندا، كما أن اللوحات المرسومة بالألوان المائية كانت مخصصة لهذا المهرجان وتُعرض لأول مرة. كذلك ضم هذا المعرض النوعي لوحات لـ (٣٤) فناناً عراقياً وعربياً وعالمياً، ومعروف أن غالبية المشاركين هم أعضاء في جمعية الألوان المائية العالمية التي تضم ١١٠ دول منها: إسبانيا، وتركيا، وهنكاريا، وإيطاليا.
قدم المهرجان تجارب فنية لمحترفين عالميين من مختلف أرجاء المعمورة، جامعاً طيفاً متنوعاً من الأعمال الفنية، وعاملاً على التعريف بكل ما هو جديد على الساحة التشكيلية من تقنيات وأساليب مختلفة ومعاصرة.
معرض نوعي
كما يسهم هذا المهرجان المهم، حسب رأي غالبية الفنانين والنقاد، في إثراء رؤية العراق الإبداعية، كذلك يعزز مشاركة المجتمع في الفعاليات الفنية ويرتقي بوعي أفراده بأهمية الفن وقيمة الإبداع، من خلال ما حققته فعاليات المهرجان في جميع دوراته، إذ استقطبت مشاركة كبيرة ونوعية في الوقت نفسه.
الفنان والطبيب الاستشاري د. عامر حسن سلمان، رئيس جمعية الألوان المائية العالمية، أعلن أن جمعية الألوان المائية -فرع العراق، هي مؤسسة غير ربحية أسست لرسامي الألوان المائية تحديداً من العراقيين ومختلف الجنسيات, وهي متواصلة مع الرموز الإبداعية الشاخصة، والإصغاء إلى رؤاهم ومشروعاتهم الرصينة، كما أعلن عن شكره وامتنانه لوزارة الثقافة العراقية التي احتضنت المعرض النوعي المميز للجمعية المذكورة في بغداد بمشاركات إقليمية وعالمية في قاعاتها المخصصة لعرض الفن التشكيلي.
يذكر أن المؤرخين كتبوا في تاريخ الفن، عن الرسم بالألوان المائية، أنه يرجع إلى لوحات الكهوف في أوروبا منذ العصر الحجري القديم وحتى عصر النهضة (1471-1528)، إلا أنهم أكدوا أن الفنان الألماني ألبريشت دورر، يعتبر من أوائل دعاة الرسم بالألوان المائية، إذ أنه اسس مدرسة فنية مهمة للرسم بالألوان المائية في ألمانيا، كجزء من نهضتها الفنية، اسمها “هانز بول” (1534-1593)، كذلك من بين العديد من الفنانين في القرن 20 الذين أنتجوا أعمالاً مهمة في اللوحات المائية: كاندينسكي، وأميل نولد، وبول كلي، وغيرهم من الفنانين المشهورين.