مهرجان السليمانية الدولي الأول للفيلم

حيدر النعيمي/

أناقة في كلّ شيء، تنظيم وكرم استقبال، هكذا كان العنوان الرئيس لمهرجان السليمانية الدولي الأول الذي أقيم في العاصمة الثقافية لإقليم كردستان العراق.

افتتح الحفل، الذي احتضتنه البناية الجديدة لجامعة السليمانية، وهي صرح علمي فخم يضاهي الجامعات العالمية، بالسير على السجاد الأحمر لخمسة من الفنانين الكرد جاؤوا بعربات جميلة تجرها الأحصنة الى موقع الحدث ليعلنوا افتتاح المهرجان، وهم كلّ من أحمد سالار، كاوه أحمد ميرزا، زيان إبراهيم، علي نوري، وأم آريان.

55 فيلماً و12 جائزة

ضيوف المهرجان أتوا من بلدان عديدة أجنبية وعربية كان استقبالهم ينمّ عن ذوق رفيع فقد فتحت بوابات الـ vip لهم مع تسلّم كل فرد باقة ورد طبيعية وهدية جميلة من شركة كورك للاتصالات وابتسامة لم تفارق وجوه اللجنة المنظمة حتى نهاية المهرجان.

امتدت هذه الفعالية السينمائية على مدار أربعة أيام متتالية، عرض فيها 55 فيلماً تنافست على 12 جائزة، بينما خصصت 4 جوائز أخرى من قبل شركات وجهات إعلامية، ليصبح مجموع الجوائز 16 جائزة.

عرض أول الأفلام

بدأ حفل الأفتتاح بكلمات الترحيب، ابتدأها الفنان الكردي شوان عطوف، تلته كلمة لملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستانيّ، أعقبه رئيس جامعة السليمانية الدكتور صلاح الدين سعيد ثم المدير الفني للمهرجان دانر عمر.

كما شاركت فرقة السليمانية للفنون الشعبية بلوحة من الدبكات والغناء الشعبي الكردي، ليكون بعدها عرض أول الأفلام المشاركة وهو الفيلم الإيراني «مذكرات الحصان الأسود» للمخرج شهرام عليدي.

المسؤولة الإعلامية الدكتورة ابتسام اسماعيل رئيسة قسم الإعلام في كلية الإعلام بجامعة السليمانية تحدثت لـ»الشبكة» عن أبرز الصعوبات التي واجهت هذا الحدث الفني قائلة: «هو الحدث الأول من نوعه هنا، ولذلك واجهنا صعوبات برزت منذ اليوم الأول بسبب حداثة التجربة وضخامة المهرجان، إذ كنا نعمل عليه على مدار عام كامل، منذ أيلول 2015 ونحن نخطط للتحضير له، والجميل بالأمر إن كل العاملين فيه هم متطوعون يغلفهم الحماس واللهفة لتقديم كل ما يليق باسم المهرجان وإنجاحه».

لماذا غاب عادل إمام؟

وحول غياب بعض النجوم العرب قالت «الفنان الكبير عادل امام اعتذر بسب التزامه ببعض الأعمال، أما غياب المخرج الإيراني مجيد مجيدي الذي شارك بفيلمه «محمد رسول الله» فكان بسبب خوفه من الوضع الأمنيّ، وفيما يتعلق ببعض الفنانات العربيات فقد طلبن مبالغ كبيرة لم تتمكن إدارة المهرجان من توفيرها «.

واختتمت الدكتورة ابتسام اسماعيل حديثها بالقول إن «التخطيط للدورة المقبلة سيكون على أساس مشاركة صنف الأفلام الوثائقية فيه».

الجوائز

مدير المهرجان فؤاد جلال قال خلال حديثه لـ»الشبكة»: «نسعى لأن يستمر المهرجان لدورات متلاحقة بغض النظر إنْ كنت سأبقى أنا شخصياً مدير المهرجان أم لا، فالمهم إن هذه الخطوة الأولى كانت ناجحة، وسنعزز هذا النجاح بتلافي بعض الأمور التي لم تكن موجودة في الدورة الأولى، فنحن نريد ازدهار صناعة السينما».

ختام المهرجان لم يختلف في نجاحه عن افتتاحه، فقد تمت استضافة عدد من المطربين والمطربات الكرد المعروفين ليؤدوا وصلات غنائية طربية رائعة ألهبت حماس الجمهور الحاضر، ليعلن بعدها عن الجوائز التي كانت كالاتي: جائزة أفضل سيناريو فيلم كردي للكاتب شوان عطوف، جائزة «طه كريمي» للفنان الكردي القدير شمال عبه ره ش، جائزة أفضل مخرج للأفلام التسجيلية لكاميران بيتاسي، جائزة لجنة التحكيم لأفضل مخرج فيلم قصير كردي ذهبت لسالم صلواتي عن فيلم «المرآة المنعكسة»، جائزة أفضل إخراج لفيلم كردي قصير ذهبت لفيلم «أرض الضياع» من إخراج هوراز محمد، جائزة أفضل فيلم كردي قصير لفيلم «البيت الأبيض» للمخرج أرسطو مفاخري.

جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم أجنبي قصير ذهبت للفيلم الأرجنتيني «النسيدو» للمخرج خوان دلبرس، جائزة أفضل تصوير للفيلم الأجنبي «الأحد الدامي»، جائزة أفضل سيناريو وأفضل مونتاج وأفضل فيلم أجنبي طويل لفيلم «أبسوليوشن»، جائزة أفضل فيلم كردي طويل لفيلم «ذكريات الحصان الأسود» للمخرج شهرام عليدي.

مشاهدات

بقي أن نذكر أن الأفلام الوثائقية قد غابتْ عن دورة المهرجان الأولى لهذا العام، بينما شهدت أيام المهرجان تنظيم مناظرة في الجامعة الأمريكية في السليمانية تحت عنوان «نستطيع تأسيس دولة من خلال سينما» شارك فيها سياسيون و سينمائيون بحضور عدد كبير من الفنانين والمثقفين على مدار ثلاث ساعات متواصلة نقلت تلفزيونياً وكان صداها واسعاً.

كما أصدر اتحاد نساء كردستان خلال أيام المهرجان الأربعة جريدة يومية ملونة باللغات الكردية والعربية والإنكليزية، خاصة بأحداث المهرجان.

وهناك أمر مهم آخر وهو أن كل جائزة تم توزيعها في المهرجان كانت من الذهب وبلغ سعرها نحو 2000 دولار للجائزة الواحدة.