حيدر النعيمي /
ازدانت العاصمة القطرية الدوحة بحضور فنانين من دول عدة للمشاركة في مهرجان الربيع او ما يسمى بحفلات “سوق واقف” الذي تقيمه إذاعة صوت الريّان سنوياً، حيث يدخل عامه العاشر بنجاح متواصل.
هذا المهرجان الذي استطاع لملمة الجاليات العربية وكذلك مواطني دول خليجية عدة في ليالٍ طربية مميزة اكتظ بها سوق واقف وسط الدوحة. وجاءت هذه السنة بمشاركة أجيال من الفنانين تلائم جميع الأذواق والأعمار في خطوة ذكية من المنظمين، الذين لم يبرعوا في التنظيم فقط بل استطاعوا أن يخرجوا بالمهرجان وهم في أعلى درجات النجاح حيث لم يبخلوا بجهدهم في عملية تنظيم الحفلات واستقبال الضيوف في أدق وأصغر التفاصيل التي تحسب لهم صراحة وعلى رأسهم المشرف العام محمد الحنيتم .
فعلى مدار 14 يوماً شارك 23 فناناً أقاموا حفلاتهم في مسرح عبد العزيز ناصر المغلق في سوق واقف، والفنانون هم كل من: غانم شاهين وسعد الفهد وسعود جاسم وعيسى الكبيسي ومنصور المهندي وفهد الكبيسي وعلي عبد الستار من دولة قطر، وجاءت مشاركة العراق بأربعة مطربين وهم: أصيل هميم وأوراس ستار ونصر البحار ورحمة رياض، فيما جاءت مشاركة الكويت بكل من: فيصل الراشد وعبدالعزيز الويس وعيسى المرزوق وحمد القطان وجاسم محمد ، كما شارك أيضا نجوم لبنان هذا الحدث عبر: باسكال مشعلاني وزياد برجي ووائل جسار، ومن تونس شارك المطرب الشعبي سمير لوصيف وجاء من المغرب الفنان الشاب أحمد شوقي وشاركت السودان بالفنانة إنصاف مدني ومن اليمن ويحي عنبه .
المشاركة العراقية ناجحة
نجح الفنانون العراقيون في إثبات مقدرتهم على نجاح حفلاتهم مع الجمهور العربي والخليجي، وهو ما ثبت جلياً في أولى الحفلات التي كانت من نصيب الفنانة أصيل هميم التي أشبعت الجمهور طرباً من خلال غنائها لعدة أعمال شخصية وفلكورية مثل “أم العيون السود ، خلك بحر، شلون أنساك، أوف منه، احسبها علي، اليوم اله يومين، عمي يابياع الورد”، فتفاعل معها الجمهور بشكل كبير واستمتع معها .
فيما جاءت ليلة أوراس ستار جميلة وناجحة مثل نجاح أعماله فغنى لهم “مانام، تورط، الله ياجمالك، اختاريت غيري، أوف ياحضنك، شتسوي سوي، داخو، واحد واحد، جنت محتار بهواه”، كذلك بعض الأغاني المعروفة لغيره مثل “تعال اشبعك حب، خلي يسمعوني هلي، محمد بويه محمد”، وردد الجمهور معه أغلب ما جاء في منهاجه وهو مايدل على وصول أغانيه اليهم.
وأكد أوراس في حديث صحفي أن الأغنيات التي اختار تقديمها في الحفل تعتبر قريبة إلى قلبه ولذلك قام باختيارها، وعبّر عن سعادته الكبيرة بهذه المشاركة .
فيما جاءت مشاركة نصر البحار بأغانيه التي انتظرها الجمهور منه مثل “الأيام، بس تعال، ما رد إلي، شسويله، صارن عليك هواي، وعشرة عمر”، وأشار البحار إلى أن شهرة الفنان الآن أصبحت بيد الأغنية الضاربة عند المستمع وبالتالي هو يهتم جداً باختيارته .
رحمة.. نجاح ساحق
أحيت النجمة العراقية رحمة رياض واحدة من أنجح الحفلات التي تزاحم عليها الجمهور المحب لها. وشهد الحضور تواجد القنصل العراقي وعدد كبير من لاعبي المنتخب الوطني، وقدمت رحمة أغاني عدة خاصة بها وكذلك بعض الأغاني المعروفة لدى الجمهور الخليجي، وهي “إلا أكللهم، الله كريم، وعد مني، اليوم اله يومين، هي وهاي وهو، لتشوفني تعبان، لا تحجى، عبرت الشط، جنة جنة”.
وقال رحمة في أحاديث صحفية إنها سعيدة بهذا النجاح الكبير وأكدت أنها كانت قريبة من البكاء أثناء تسلمها العلم العراقي على المسرح، وسعيدة جدا لأن الجمهور ردد معي عملي الناجح “وعد مني. “
وأشارت الى أن غناءها “عبرت الشط” لكاظم الساهر جاء لأنها تربت على فنه وهو صاحب فضل على الأغنية العراقية وانتشارها، وأسفت أيضا لعدم مقدرتها على غناء إحدى أغاني والدها الفنان الراحل رياض أحمد بسبب ضيق الوقت.
فواز مزهر نجم مهرجان الربيع وماركتها المسجلة
الأعلامي فواز مزهر عريف الحفلات الـ23 والذي مازال متواصلا في تقديم حفلات مهرجان الربيع في سوق واقف للسنة العاشرة على التوالي كان كالعادة هو نجم هذه الليالي الاربعة عشر من خلال تقديمة لمقدمات مصوغة بعناية مما ساهم بشكل كبير الى حماس الجمهور الحاضر واعطاء زخم معنوي كبير للفنان قبل صعوده لمنصة المسرح .
فواز كان موفقا في اعطاء كل فنان حقه من الكلمات والوصف وهو ما أدى الى طلب اكثر من فنان عربي لنفاتحته شخصيا لتقديمه في حفلات خارج قطر لما تمتع به من حضور وتقديمات نالت أعجاب الفنانين والوسط الأعلامي العربي والخليجي .
باسكال مشعلاني تشعل الجو طرباً ورقصاً
أطلت النجمة اللبنانية باسكال مشعلاني بعد غياب عن الساحة لمدة ثلاث سنوات بسبب الزواج والإنجاب، ولكنها فوجئت بحضور غفير حيث استقبلها الجمهور بعاصفة من التصفيق الحار والحفاوة المنقطعة النظير .
كانت ليلة ممتعة مع مطربة أنيقة خفيفة الظل استمتع معها الحاضرون بكل تفاصيلها فاختارت مشعلاني بذكاء بعضاً من أعمالها التي حققت فيها النجاح الكبير والتي مازال صداها حاضراً لغاية اللحظة مثل “نور الشمس”، فضلا عن أن أعمالها كان لها وقع جميل في نفوس الحاضرين.
تألق تونسي
كانت الليلة التونسية عنواناً كبيراً للتألق من حيث الحضور الكبير للجالية التونسية المقيمة في دولة قطر من أجل الاستمتاع بما سيقدمه الفنان التونسي”سمير لوصيف” الذي يبرع في اللون الشعبي المعروف باسم “المزود”.
وتفاعل الحضور بالغناء والرقص على إيقاع “الدربوكة” و”البندير”، والى النفخ “المزود”. غنى سمير لوصيف أغنيات من أعماله القديمة والجديدة التي انتشرت في تونس في فترات زمنية مختلفة وأحبها الجمهور، نذكر أشهرها “ياميمتي الغالية” التي تعبّر عن حالة وجدانية مشتركة هي حالة الشوق الى الأم، لذلك تفاعل معها الجمهور، وطلب من الفنان أن يعيدها فأعادها في نهاية الحفل.
ليالٍ قطرية مميزة بقيادة فهد وعيسى الكبيسي
شهدت ليالي مهرجان الربيع اختباراً حقيقياً للأصوات القطرية مثل الفنانين فهد وعيسى الكبيسي فكان اختباراً موفقاً من حيث متعة الأداء وجمالية الاختيار وهو ما يدل على أن الأصوات القطرية مازالت في الساحة الخليجية بهويتها المعروفة، ولكنها تحتاج للانتشار خليجياً وعربياً أكثر فلا ينقصها سوى الإنتاج المستمر للأعمال ومواكبة ما يطرح ليلائم المستمعين دون الركون لنجاحات سابقة، فالساحة الغنائية العربية والخليجية تكتظ بعشرات الأصوات الجميلة والمنافسة على أشدها في ظل الإنتاج المتواصل.
ختامها مسك
كانت حفلة الختام من أجمل الحفلات وأروعها حيث كانت خليطاً بين الفن القطري الأصيل والفن اللبناني الطربي الرائع، فقد جمعت كلاً من الفنان الكبير علي عبد الستار والفنان المبهر وائل جسار حيث اكتظ المسرح منذ ساعات قبيل البدء بالجمهور الذي عاش نشوة الفن الصحيح بعيداً عن ضجيج الأغاني السريعة التي باتت العلامة البارزة لأغنية اليوم .