مجلة الشبكة العراقية /
“تشعر بالرضا والراحة مع نفسها، ليس لأنّها جميلة، فشعور المرء بالرضا عن نفسه وتقبّلها هو سر الجمال.”يفوح عطرها الإيطالي، الإيراني الأصل، أينما حلت. تداعب نسمات هوليوود وجنتيها، ليتمايل غصنها فوق السجادة الحمراء، فتنثر عطرها الذي عتقته السنون .الأنوثة لدى مونيكا بيلوتشي هي الجمال الطبيعي الرباني الذي لا تصنعه أيدي أطباء ولا تدخلات جراحية، فهي لا تؤمن بعمليات التجميل التي تجعل المرأة كالمسخ اًو كشكل لدمى بلاستيكية بلا روح.
كبرت مونيكا بيلوتشي وتحدت كل قوانين الطبيعة وقبلت التحدي مع سني عمرها حين احتفلت بعيد ميلادها الثامن والخمسين، لتثير السؤال: كيف استطاعت أن تحافظ على قوامها ورونقها؟ لترد قائلة: “لست أنا التي تستيقظ في السادسة صباحاً للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، الحقيقة أنني أتناول المكرونة والكيك، ونصيحتي هي (الأكل والشرب، والضحك كثيراً، والبقية تأتي فيما بعد).” لتصبح إحدى أهم أيقونات السينما والموضة.
صعوبة الحياة
لم تكن حياتها متوشحة بلون وردي، وما كان طريقها معبداً بالزهور، إذ كانت حياة عائلتها صعبة جداً، فقد هاجر والد مونيكا -الإيراني الأصل- إلى إيطاليا, حيث بدأ العمل في الزراعة. كان المال بالكاد يكفي للبقاء في أرض أجنبية. فيما نشأت والدتها في أسرة إيطالية، والتحقت بالكنيسة الكاثوليكية في سن مبكرة، وتزوجت ضد رغبة عائلتها من مهاجر فقير. استقر الزوجان في عشهما في بلدة صغيرة تسمى (سيتا دي كاستيلو). حاول الوالد أن يعمل في الصناعة الزراعية، لكنه أدرك أنه لا يستطيع أن يكسب شيئاً في هذا المجال، لكنه حصل على وظيفة في إحدى شركات النقل. كانت زوجته مبدعة، ربطت حياتها بالفنون الجميلة واختارت لنفسها طريق الفن الشائك. عاشا بشكل متواضع، لكن في حب وانسجام تامين.
كانت ولادة الطفلة مونيكا في 30 أيلول 1964أشبه بالمعجزة، إذ شخّص الأطباء إصابة والدتها بالعقم، لكن مشيئة الله كانت أكبر من تشخيص الأطباء، لذا اعتبرها والدها هدية من الله.
المحاماة والأزياء والتمثيل
اتجهت مونيكا الى دراسة المحاماة بإصرار، فقد كانت رغبتها أن تكون محامية لرفع المستوى المعيشي لعائلتها. ثم بدأت العمل في عروض الأزياء بدوام جزئي لتأمين رسوم جامعتها، لتنتقل بعد ذلك إلى ميلانو بعد أن استقرت في عملها كعارضة أزياء بدوام كامل، فاحتلت المركز الأول في عرض للأزياء في أوروبا. بعد ذلك تعاقدت مونيكا مع أفضل العلامات التجارية كـ (دولتشي آند غابانا) و(كريستيان ديور).
جمالها الصارخ برز إلى العيان حين انتشرت صورها على صفحات المجلات الإيطالية. وبحلول عام 1989 لمع نجمها كعارضة أزياء في فرنسا ونيويورك. خلال مسيرتها العملية وضعتها مجلة Men’s Health في المرتبة الـ21 على قائمة الـ 100 امرأة الأكثر جاذبية في كل العصور. التمثيل كان الخطوة التالية للنجومية، فاتخذت قرار العمل في الأفلام الإيطالية، لتنتقل في وقت لاحق الى العمل في هوليود والأفلام الفرنسية، لتقتحم ذلك العالم في تسعينيات القرن الماضي. فتضعها مجلة (أمبور) البريطانية الخاصة بالسينما في المرتبة الحاديه والعشرين ضمن قائمة الـ 25 شخصية نسائية الأكثر إغراء في السينما.. بيلوتشي من النجمات اللاتي لم يخضعن لعمليات تجميل، وهذا هو سر جمالها الغامض.
الظهور الاول
ظهورها الأول في السينما كان مع المخرج الإيطالي (دينو ريزي) في فيلم (الحياة مع الأطفال). ثم توالت الأعمال في إيطاليا، لتلعب الدور الرئيس في الفيلم الكوميدي (المسيئون)، ثم في الفيلم الترفيهي (مصير عنيد). وفي العام 1992 بدأت بتصور أول فيلم باللغة الإنكليزية، وهو فيلك (دراكولا)، وهنا برزت موهبة مونيكا بشكل لافت, ما أدى الى تزاحم العروض عليها في أوروبا وأمريكا، واستطاعت أن تلعب أدوار البطولة في خمسة أفلام: (السماء أكثر زرقة)، و(كرة الثلج)، و(بريجانتي)، و(عصابة الخاسرين)، و(جوزيف الجميل)، لتتوالى بعدها الأعمال وترشح للعديد من الجوائز.
حياتها الخاصة
حياة مونيكا بيلوتشي الشخصية متواضعة جداً، إذ لا توجد في حياتها سوى زيجتين: الأولى كانت في العام 1990 من (كلاوديو كارلوس باس) لتنفصل عنه بعد أربع سنوات، ثم التقت الممثل (فينسينت كاسل) وعملا معاً. قدم فينسينت كاسيل ثلاثة عروض إلى بيلوتشي للزواج منه، رفضتها كلها، لكنها بعد وقوع حادث صغير لها أدركت قوة مشاعرها نحوه فقبلت العرض لتصبح الزوجة القانونية لكاسل لترزق مونيكا وهي في الأربعين من عمرها بابنتين هما (ديفا) و (ليونى).