ترجمة: ألاء فائق/
عادت بها الذكريات لعام 1992، حيث كان حضورها الأول لمهرجان كان من خلال فيلم Far and Away الذي يجسد ملحمة رون هوارد ويحمل بين جنباته قصة حب رائعة.
وصفت شعورها عند مشاركتها الأولى في مهرجان كان السينمائي بأنه “كان أمرا مرعبا حقا”،
اذ كانت شابة صغيرة ولم تكن متأكدة تماما أين هي أو ما كان يحدث، وفجأة وجدت نفسها وسط كل هذا الصخب”، الآن وبعد مرور أكثر من عقدين، تعود نيكول كيدمان لنفس المهرجان، لكن لم يعد يتملكها الرعب الذي شعرت به العام 1992، في الواقع الآن برغم التألق الذي يخامرها لدى اعتلائها الدرجات لبلوغ القمة، لكن عظمة مهرجان كان لم تعد تبهرها.
شمعة في الظلام
في قصر المهرجانات، الذي كان اصلا موقع مهرجان كان السينمائي، مشت كيدمان بعيدا عن الأجواء الصاخبة من أجل متنفس قصير.
لا يمكنك أن تفقدها وسط هذا الحشد الهائل من عناصر الشرطة، وخدم المهرجان وحراس الأمن. اعتلت معظم درجات السلم متهادية برشاقة الغزلان بكعبها العالي الذي زادها طولا ورشاقة؛ ترتدي عباءة بيضاء من تصميم Altuzarra. وتبرز عيناها الزرقاوين بجمال وسط خصلات شعرها الحمراء-الشقراء كشمعة في الظلام.
كانت كيدمان قد انتهت للتو من عقد مؤتمرها الصحفي للترويج لفيلمها الذي أثار جدلا واسعا “غريس أميرة موناكو” وبعد ساعات قليلة قالت انها سوف تعود لقصر البليز Palais الضخم لتتهادى فوق السجادة الحمراء الأكثر شهرة في العالم (هذه المرة ترتدي لأرماني) ومرة أخرى ستواجه جيشا من المصورين المتواجدين لحضور ليلة الافتتاح العالمية.
“كان “لم يعد يبهرني
تكشف كيدمان عن انها “تشعر بطاقة غريبة ولكن مهرجانا بعظمة كان لم يعد يبهرني بعد الآن برغم التألق الذي يخامرك لدى اعتلائك الدرجات لبلوغ القمة، ورغم خصوصية تلك اللحظات.
تقول:” السينما هي كل حياتي، لكني أَحب أن اوازن بينها وبين البيت، أمرا كهذا يحتم علي الابتعاد قليلا عن اجواء السينما. إذا كانت السينما كل حياتي دائما، سيكون الأمر ثقيلا جدا، وفوق الطبيعي.
خرجت كيدمان من قصر البليز عند شروق الشمس لنكتشف أن السيارات لم تصل، وعلى الفور كان هناك عدد كبير من المعجبين الذين كانوا يلوحون لكيدمان للحصول على توقيع ويلتقطون لها الصور بموبايلاتهم، كانت كيدمان تبتسم وتلوح لهم.
بعدها توقفت سيارة المرسيدس، فتوجهت لمدينة كان. نادت .. “موبايلي؟ أين موبايلي؟ فسلمها حارسها الشخصي وهو بريطاني، مهذب، وأنيق يدعى توني حقيبتها مع الهاتف. فشكرته وقالت فقداني لموبايلي لن يَكُون شيئا جيدا.
كانت كيدمان في الرابعة والعشرين عندما عرض فيلم Far and Away لأول مرة، حيث لم يكن يمضي على مغادرتها أستراليا، البلد الذي ولدت فيه، سوى ثلاث سنوات وهي الأبنة البكر لأنتوني، اخصائي العلاج النفسي وامها جانيل، مدربة تمريض وشقيقتها الأصغر، أنطونيا، صحفية ومقدمة برامج تلفزيونية.
تنتمي لأسرة مترابطة من الطبقة الوسطى. تلقت كيدمان دروسا في الباليه حينما كانت في سن الرابعة ومثلت العديد من مسرحيات مدرستها. وفي مرحلة المراهقة التحقت بمسرح سدني الأسترالي للشباب. كان هدفها منذ البداية التمثيل، فوضعته نصب عينيها، برغم أن والديها كانا يخشيان عليها منه، خوفا من صعوبة تكيفها من تقلب اجوائه.
التمثيل مهنة صعبة
تقول نيكول: “يعتقد والداي دائما بأنني كنت معدنا خاما وحساسة جدا لدرجة يصعب علي التكيف مع عالم الأضواء. أعتقد، كوالدين، فأن آخر شيء يتمنياه لطفلهما أن يكون ممثلا، لأن اجواء التمثيل صعبة حقا.
تسترسل حديثها “نحن دائما بانتظار شخص ما يختارنا ويقول:” أنا أؤمن بك “، وهناك فقط بعض الناس الذين يمكنهم معالجة ذلك. الكثير من الهجمات هي هجمات شخصية، والكثير من الرفض هو رفض شخصي. إذا ما أراد أطفالي أن يكونوا ممثلين سأدعمهم، لكني أريد أن أَحميهم أيضاً.”
كما اتضح فيما بعد، فأن والديها كانا على خطأ. فقد تمكنت كيدمان من التعامل مع اجواء التمثيل بنجاح. في سن الـ 16، قدمت فيلمها الأول، شجرة عيد الميلاد، وفي نهاية السنة ضمنت دورا مساندا لها بالمسلسل التلفزيوني “جدول الأميال الخمسة”.
تقول كيدمان: “عندما تكون ممثلا شابا ستنطلق لأخذ فرصتك، وتدعو الله ان يلهمك حسن الأداء، مضيفة انا اعطيت كل ما لدي لعملي وكرست شوطا كبيرا من حياتي له.” وقد أتيحت لي الفرصة وأنا ممتنة لله، وسأبقى ممتنة طوال عمري. أشعر أنني محظوظة بشكل لا يصدق. أنا لا أحب الناس المتذمرين أو غير الممتنين. تمتعت بأخلاقيات عمل قوية عندما بدأت التمثيل وما زلت متمسكة بها ولن أتركها. وسأكون مذعورة لو قال لي أحدهم أن أخلاقيات عملي سيئة أو موقفي سيئ. سأشعر بالخجل “.
عن صحيفة الديلي تلغراف