هالة الفيصل : حرية الفكر مكملة لحرية الجسد!

كاظم غيلان/
فنانة مثيرة للجدل، تدافع بشراسة عن حرية المرأة جسداً وفكراً، في عام 2005 احتجت على طريقتها الخاصة في ساحة «سكوبر بارك» مطالبة بوقف الحرب في العراق وفلسطين.
إنها الفنانة التشكيلية السورية المقيمة في ألمانيا هالة الفيصل المولودة في حمص، والتي أكملت دراستها في مركز الفنون التشكيلية على يد أستاذها التشكيلي المعروف أحمد دراق السباعي. التقيتها في أحد منتديات دمشق القديمة وأدهشتني بجرأتها وعذوبتها واصرارها على التمسك بقيم الحياة والجمال.
سيرة جدل
نالت هالة الفيصل البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق 1983 واقامت العديد من المعارض في عواصم عربية وعالمية، مثل بيروت والقاهرة وباريس وأميركا وايطاليا وألمانيا واليابان فضلاً عن دراستها للسينما بالمعهد العالي للسينما حصلت على دور البطولة في فيلم- وقائع العام المقبل- لمخرجه السوري سمير ذكرى ودرست الفيصل (الموديل العاري) في المدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس وفي نيويورك تركزت دراستها على الرسم والنحت فضلاً عن الموديل العاري.
وأثارت هالة جدلاً واسعاً عندما خلعت ملابسها وتعرت عام 2005 في ساحة (سكو بر بارك) في نيويورك بعد أن وشمت جسدها بعبارات منددة ومطالبة بوقف الحرب في العراق وفلسطين ما دفع السلطات هناك لاعتقالها ساعة واحدة، وتقيم هالة الآن في ألمانيا، وتتقن العديد من اللغات كالانجليزية والفرنسية والأسبانية والألمانية والروسية.
دفاعاً عن الجسد المقموع
¶أرى في أعمالك حرية الجسد وانتفاضاته فهل ثمة قصدية برؤيتك تتصل بالحرية أم تعلماً أكاديمياً؟
-منذ البداية كنت مصرة على تعلم رسم الجسد العاري لأنه هناك في داخلي أردته أن يتحرك لكونه مقموعا، فالمرأة حتى في طفولتها تكون خاضعة لشروط مجتمع ذئاب، والذكر كائن يلتهم هذا الجسد، فتجدها تكبر والخوف يرافقها وفي قناعاتها ان هذا الذكر لابد أن يفترسها وما عليها إلا أن تغطي جسدها لحمايته من هذا الكائن، فرفضت الفكرة أساساً وفكرت في حرية الفكر كحالة مكملة لحرية الجسد ولايمكن أن ينفصلان كوجهين لعملة واحدة، ولذلك أقول أو أسأل: لماذا تتحجب المرأة؟ على الرجل أن يحجب شهوته ونزواته فالمشكلة أصلاً ليست في المرأة.
أنوب عنهن
¶هل هناك من يتأمل صرخة الجسد في أعمالك؟
ـ-لاشك في ذلك، أظن أنني أتحدث نيابة عن الكثيرات من اللواتي لايتجرأن على علو أصواتهن.. أعمالي أو صرخاتي للعامة لكن من يراها ويتأملها لا أعرفه بالضبط.
¶لو أتحت لك الآن كل شوارع الشام وحاراتها كيف ستتصرفين؟
-أرقص في كل ثناياها وزواياها.
¶وهل ثمة حرية في الأفق؟
-أكيد.
¶أتدليني عليها؟
-أراها كلما أبصر السماء.. كلما أرى وأراقب الغربان على سطح داري.
¶في روحك أين تكمن الحرية؟
-بأعمالي
¶وماذا عن أميركا التي مارستي أحتجاجك في ساحاتها؟
-إنها تهيمن الآن على العالم وأبناء شعبها بحاجة للتأمين الصحي.. بحاجة إلى مستوى معقول من الرفاهية وهذا مايؤدي لخلق حروب في بلدان عديدة لبيع الأسلحة التي تقوم بتصنيعها.
¶«القومانجيون» العرب رشقوك برماح النيل والتشهير اثر احتجاجك.. لماذا؟
-لغاية في جذورهم المصابة بالعفن والتلف الفكري المعادي لحرية الانسان المنشد للحرية والتخلص من دكتاتوريات أنظمة حكمهم وأحزابهم.
¶سأودعك عائداً لبلدي العراق فهل هناك رسالة لك أحملها معي؟
-أمنيتي أن أقيم معرضي ببغداد العظيمة.. لقد وعدني العديد من الأصدقاء بذلك ولم يحصل، بدوري أعذرهم، مقدّرة ظروفهم جميعاً.