حوار: أحمد سميسم – تصوير: صباح الربيعي /
صاحب الصوت الرومانسي الدافئ، الذي ينتمي إلى العصر الذهبي للأغنية العربية، كان قد برز في الوسط الفني في زمن عمالقة الفن العربي، كالفنان عبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، ونجاة الصغيرة، لكنه تمكن من أن يشق طريقه بنجاح ليكسب ثقة كبار الفنانين، وفي مقدمتهم عبد الحليم حافظ الذي نال شرف الغناء معه في أغنية “كده برضه يا قمر”.
صاحب الصوت الرومانسي الدافئ، الذي ينتمي إلى العصر الذهبي للأغنية العربية، كان قد برز في الوسط الفني في زمن عمالقة الفن العربي، كالفنان عبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، ونجاة الصغيرة، لكنه تمكن من أن يشق طريقه بنجاح ليكسب ثقة كبار الفنانين، وفي مقدمتهم عبد الحليم حافظ الذي نال شرف الغناء معه في أغنية “كده برضه يا قمر”.لم يكن الغناء ضمن قائمة أولوياته، فقد كان مولعاً بالتمثيل، حيث انطلاقته في عالم الفن آنذاك، وكان أول فيلم في مسيرته الفنية تجسيده حياة الموسيقار (سيد درويش) في طفولته عام 1966. لم ينزلق نحو الغناء الهابط طيلة مسيرته الفنية، لذلك ظل متمسكاً بالثوابت والأسس الفنية الرصينة، وما زال متصدراً الساحة الغنائية بأغنياته التي تلقى قبولاً واسعاً من أجيال متعاقبة، متواضع جداً مع جمهوره ومحبيه، هذا ما لمسناه أثناء وجوده وسط جمهوره العراقي خلال زيارته إلى بغداد للمشاركة في مهرجان بابل الدولي بنسخته الخامسة عشرة..
(الشبكة) التقته في بابل فكان هذا الحوار:
في عيون الناس
* كيف رأيت مهرجان بابل الدولي لعام 2021؟
– هذه زيارتي الثانية للعراق، إذ كنت قد زرت العراق منذ زمن طويل، ولا أذكر تفاصيل تلك الزيارة، إلا أنني اليوم سعيد جداً بحفاوة الاستقبال منذ وطأت قدمي أرض مطار بغداد، وأعد مشاركتي في مهرجان بابل الدولي بداية لمرحلة فنية جديدة في العراق الحبيب، الكلمات تخونني في حب العراق والطيبة التي وجدتها في عيون الجماهير وهم يحيونني في بابل، أهل العراق (مدلعيني آخر دلع) بصراحة، ويضحك طويلاً…
* بداياتك الفنية كانت من خلال التمثيل عبر تجسيدك لشخصية “سيد درويش” في فيلم حمل الاسم ذاته عام 1966، كيف انتقلت إلى عالم الغناء بعد ذلك؟
– هذا صحيح، فقد بدأت ممثلاً بعيداً عن عالم الغناء، إلا أن نقطة التحول في حياتي العملية كانت حين لقائي الملحن محمد الموجي عام 1972 الذي اكتشف موهبتي في الغناء، وقدمني للجمهور بأغنيتي الأولى (حلوة يا دنيا)، ومن ثم اغنية (سيبوني أحب)، بعد أن خضعت لجلسات تدريبية في الصوت والإلقاء وأمور كثيرة اكتسبت من خلالها خبرة كبيرة اختصرت طريقي لتؤهلني لأكون مطرباً ناجحاً وبشهادة أساتذة الفن.
* كان ظهورك الفني كمطرب في زمن عمالقة الفن العربي أمثال عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ونجاة الصغيرة وآخرين، كيف استطعت أن تجاري هؤلاء العمالقة وتطرح نفسك مطرباً بكل ثقة؟
– أعتبر نفسي من المحظوظين كوني عاصرت هؤلاء العمالقة الكبار في الفن، وأصبح لي -فيما بعد- اسم فني وشهرة وسط هذا الكم من الأسماء الفنية التي لها ثقلها في الوسط الفني العربي، فقد تذوقت الموسيقى منذ طفولتي حين كنت في (اللفة)! إذ كنت عندما أسمع الموسيقى أتوقف عن البكاء فوراً، هذه الحالة أثارت انتباه والدي ووالدتي حينها، لذلك ترى الفن ساكناً فيّ منذ ولادتي، ولله الحمد استطعت أن أثبت جدارتي في بداياتي، في فترة قياسية، لأني بدأت بداية صحيحة ومدروسة، وكنت عندما أغني يعتقد الناس أن عبد الحليم حافظ يغني وليس أنا، وذلك لقرب طبقة صوتي إلى صوت العندليب، ولاسيما في أغنيتي الأولى (حلوة يا دنيا).
التزام أخلاقي
* تشغل الآن منصب نقيب الموسيقيين المصريين، بكل صراحة هل جعلك المنصب تخسر بعض علاقاتك الفنية نتيجة للقرارات التي تتخذها النقابة؟
– سؤال صعب، لكن سأجيبك عليه، لا أخفي عليك أن وجودي على هرم نقابة الفنانين المصريين وحرصي على تنفيذ القانون والتأكيد على الالتزام الأخلاقي والمهني في مجال الفن، حتماً تلك القرارات ستزعج بعض الأصدقاء، إذ لا مجال للمجاملة في تطبيق القانون والمضي في الإجراءات المتبعة التي تحد من انحدار الفن المصري، الذي يعد محط أنظار العالم العربي أجمع، كما أن عملي النقابي أخذ من جرفي كفنان وشغلني كثيراً عن اهتماماتي الأخرى، وحتى الإرهاق الذي جاءني مؤخراً، وعلى إثره دخلت المستشفى، كان بسبب الضغوط اليومية والمشاكل التي أواجهها في عمل النقابة، وهذا ما أكده كلام الأطباء الذين نصحوني أن آخذ قسطاً من الراحة.
*قالوا عنك في بداياتك: “هاني شاكر سيغني أغنية واحدة ويجلس في البيت”، فماذا ستقول لهم بعد هذه المسيرة الفنية الطويلة الحافلة بالإبداع؟
– “كويس فاكر الحكاية دي”.. أقول لهم الله يسامحهم، كان لهم غرض بأن يحبطوني ويشعروني بأن لا قيمة لصوتي وبما أقدمه وأنا في بداية مشواري الفني، لكن ما حققته من نجاح خلال رحلتي الكبيرة في الفن أشعرني كم كانوا صغاراً في نظري.
* يقال إنك لديك هواية اقتناء السيارات وتصليحها بنفسك، هل هذا صحيح؟
– يضحك طويلاً.. ثم يقول: نعم لدي تلك الهواية، فأنا أعشق اقتناء السيارات القديمة وأقوم بإصلاحها بنفسي من الأعطال المختلفة، وأي عطل قد يواجه إحدى سيارات الأسرة فأنا موجود لإصلاحها!
أغاني المهرجانات
* برأيك، كفنان ونقيب، ما الذي ساعد في انتشار الأغاني الهابطة في الساحة العربية؟
– الإنترنت هو الذي ساعد في انتشار هذه النوعية من الأغاني، رغم إيجابياته في جعل العالم قرية صغيرة، لكن سوء استخدام البعض له تسبب في انحدار الذوق العام.
* صرحت مؤخراً بأنك ضد أغاني المهرجانات ولا تعترف بها، لماذا؟
– أنا ضد الإسفاف في تقديم الأغاني، الموسيقى لا غبار عليها، المشكلة تكمن في بعض النصوص الغنائية الركيكة والخادشة للحياء، التي توظف في أغاني المهرجانات الفنية، وهذا ما نعمل عليه في النقابة للحد من انتشار الأغاني الرديئة والحفاظ على الفن المصري من الانحدار، أنا لست ضد أي فنان، لكني ضد الابتذال، لأن دوري -كنقيب للموسيقيين-، بعيداً عن الفنان، أن أحافظ على صحة الغناء، وعلى أولادنا من خطر هذه الكلمات التي من الممكن أن تتسبب في إفساد أخلاقهم.
* هل هناك عودة مرتقبة للتمثيل مجدداً؟
– ممكن أن أعود إلى التمثيل مجدداً بعمل درامي تلفزيوني، وليس سينمائياً، وإذا كانت لدي النية في تقديم عمل سينمائي فسيكون كوميدياً لأني أحب الكوميديا وأستطيع الظهور بثوب الممثل الكوميدي.
تلميذ في مدرسة عبد الحليم
* هل الفنان هاني شاكر الخليفة الشرعي لعبد الحليم حافظ؟
– أنا تلميذ في مدرسة عبد الحليم حافظ، ولا يوجد أي خليفة شرعي للفنان عبد الحليم حافظ.
* أخيراً، متى نسمع أغنية عراقية رومانسية دافئة بصوت الفنان هاني شاكر؟
– أتمنى ذلك، يسعدني أن أقدم أغنية عراقية بالتعاون مع ملحنين وكتاب عراقيين، شكراً لمجلة الشبكة على هذا الحوار، وشكراً لجمهوري العراقي على حفاوة الاستقبال