سنان السبع/
غنى أمام وديع الصافي والشحرورة وصباح فخري ونال ثقة كاظم الساهر، فاز بالمرتبة الأولى ببرنامج للمواهب الغنائية في لبنان عام 2004، ووقف على مسرح الأولمبيا بباريس، إنه الفنان العراقي همام الذي يحرص على تقديم أغانيه بطريقة مغايرة عن نسق الأغاني التي تقدم هذه الأيام.
«الشبكة» التقت بهمام في السويد وكان لها معه هذا الحوار…
¶كيف بدأ همام مشواره مع الفن والموسيقى ومن ساعدك في ذلك؟
-لم تكن بدايتي وأنا بعمر الطفولة مع الموسيقى، بل بدأت مع القرآن الكريم والتجويد مع أولاد عمي الذين كانوا يملكمون أصواتاً جميلة، وهذا كان في الثماني سنوات من عمري، بعدها بسنوات استهواني المقام العراقي والغناء الطربي الذي قربني أكثر إلى الموسيقى والغناء وكسبت من خلاله ثقافة موسيقية اهلتني فيما بعد للدخول إلى هذا المجال، وأيضا جو الأسرة في البيت حفزني للدخول إلى هذا العالم حيث إن والدتي كانت مخرجة تلفزيونية وإذاعية، ووالدي كان فنانا تشكيليا ويدرس مادة تعريف الفن في كلية الفنون الجميلة.
¶احرزت المركز الأول ببرنامج غنائي قبل سنوات، ماذا شكلت لك هذه الجائزة سيما إن البرنامج كان بدورته الأولى؟
-فوزي بالمركز الأول ببرنامج ستار كلوب عام 2004كان الانطلاقة الحقيقية للدخول إلى العالم الفني بشكل واسع والانطلاقة نحو الشهرة أيضاً، لأن أعضاء لجنة التحكيم بهذا البرنامج كانوا من كبار الفن العربي منهم الاستاذ المرحوم وديع الصافي والفنانة المرحومة صباح، إذ اشادا بصوتي وامكانياتي فضلا عن مكان وجود البرنامج في بيروت التي خرج منها العديد من الفنانين.
¶غنيت على مسرح الاولمبيا في باريس مع فنانين عرب وأنت العراقي الثاني بعد كاظم الساهر الذي يقف على هذا المسرح، ماذا شعرت بتلك اللحظة؟
-حين وصلني هذا الخبر لم أصدقه في بداية الأمر لأن هذا المسرح هو حلم كل فنان في العالم، مسرح عملاق وعالمي وغنى عليه مجموعة من ألمع نجوم الفن العربي من أمثال أم كلثوم وفيروز وكاظم الساهر، وتوجيه الدعوة لفنان يعني أنه خرج من الاطار المحلي والعربي ووصل إلى العالمية، كان هذا اسعد خبر تلقيته في عام 2015 وكان شعوراً رائعاً وأنا أغني على هذا المسرح المهم والكبير، أما الحفلة فكانت رائعة وموفقة وسجلت في تأريخي ورصيدي الفني.
¶تعاقدت مع شركة روتانا لمدة أربع سنوات، ماذا أضافت لك هذه التجربة؟ ولماذا انهيت عقدك معهم؟
-كنت من بين الفنانين العراقيين القلائل الذين تعاقدوا مع شركة روتانا في تلك الفترة، وعرض ألبومي وأعمالي من قبل قنوات روتانا من إخراج وليد ناصيف وأنا في بداية مشواري يعد خطوة جبارة وفتح لي أبواباً واسعة، بالوقت ذاته حدثت اخفاقات بطريقة التسويق وركن على الرف، لست أنا المقصود لكن هي شركة كبيرة ولديها أكثر من مائة وستين فنانا، لذلك أقول كلما وجه لي هذا السؤال أقول إن شركة روتانا هي «أم» توزع حنانها بشكل خاطئ بين أبنائها، وبعد هذا الأمر تم فسخ العقد بعد انتهاء المدة بحب ومن دون أي مشكلات بيني وبينهم، بعدها عملت «ألبوما» من إنتاجي وكان تسويق mbc وأيضا كان عندي بعض الاشكالات معهم في طريقة التسويق، وهذا ما دفعني لأن اعتمدت على نفسي في إنتاج وتسويق الأغاني.
¶ معروف عنك أنك تغني بلون وطريقة مغايرة لما يقدم الآن من أعمال فنية، هل يعني إنك تمضي عكس التيار أم هو ايمان بهذا النوع من الغناء الذي تقدمه؟
-الغناء هو حالة اجتماعية تدخل المجتمع والبيوت وتأسس لثقافة معينة سيما عند الأطفال الذين يتأثرون بالفنانين، لذلك يجب ان يتلزم الفنان بكل أدوات الأغنية لكي تصل بطريقة حضارية للمتلقين وبرغم أن هناك موجة كبيرة من الأغاني التي تبتعد عن هذه الأدوات لكن الفن الصحيح لا يزال له وجوده والمستمعون ينتظرون تقديم هذا النوع من الفن، بالنسبة لي أنا أقدم هذا النوع من الفن الذي يحرص على تقديم عمل متكامل ومقبول، وهذه مسؤولية كبيرة سأحافظ عليها مهما كلفني الموضوع، لأني لا أقدم الأغاني من أجل الشهرة والمال فقط وإنما من أجل قيمة فنية وتأريخ محترم.
¶ما هي الأغنية الأقرب إلى قلبك؟ أو التي وصلت من خلالها للجمهور؟
-أغنية “قلبي وقلبك” حيث كانت أول عمل فني لي وهي رسمت لي هوية وعرفني الناس من خلالها في العراق والخليج والوطن العربي واخذت صدى واسعا، وأين ما احل أجد الجمهور يطلبها مني.
¶ كيف تقّيم واقع الأغنية العراقية الآن؟ وماذا ينقصها لتكون بمصاف عربية؟
•الأغنية العراقية بالمرتبة الأولى في الوطن العربي بدون تحيز وليس لاننا عراقيون نقول هذا والدليل انه لا يوجد مطرب عربي لم يغن الأغنية العراقية والقادم أكثر والأغنية العراقية بحالة صحية جيدة، هناك شوائب وهذه موجودة في كل العصور في زمن أم كلثوم وزمن عبد الوهاب وحتى الثمانينات والتسعينات كانت هناك شوائب في الفن العراقي، لكن الآن نرى الشوائب كثيرة بسبب كثرة وسائل الإعلام والسوشيل ميديا التي سهلت ظهور مطربين حيث بإمكان اي شخص ان يغني ويراه مليون شخص، اما سابقا فمن الممكن ان يعرض كليب في الفضائيات لكنه لا يكسب هكذا عدد من المشاهدات بسبب قلة التكنلوجيا ووسائل الاتصال.
¶ ما رأيك بفكرة برامج المواهب الغنائية التي تقدم الآن؟ وهل تخرج فنانين جيدين؟
•برامج الهواة برامج ناجحة جدا لان عليها تسليط أضواء وإعلام لا يوصف ويمكنه ان يختزل مسيرة طويلة لفنان بشهر واحد يظهر فيه بهذا البرنامج، المشكلة في برامج الهواة ما بعد البرنامج، هذه البرامج تجلب أشخاصا ليس لديهم اي تأريخ ولا خبرة فنية فتجعل منهم نجوما بعدها تتركهم بدون رسم اي هوية، فيبقون دون قاعدة فنية، لذلك يجب على برامج الهواة ان تكمل مسريتها مع الهواة من خلال اختيار الأعمال الصحيحة لهم وتسويقهم بشكل جيد ورسم الخطوات الأولى لمشوارهم الفني.
¶ اقمت قبل فترة حفلا فنيا في السويد، كيف وجدت هذا الحفل وكيف كان صداه لدى الجالية؟ وهل سنشهد لك مشاريع أخرى في الدول الاسنكدنافية؟
*هذه المرة الأولى التي أغني فيها بالدول الاسكندنافية وفي مالمو تحديدا، فرحت جدا بتفاعل الجالية العراقية والعربية مع أغنياتي ومع الحفل الذي قدمته برغم الصعوبات التى سبقته، كانت الحفلة ناجحة وكان تفاعل الناس رائعا وحضرها عدد من أبناء الجالية العراقية والعربية وجزء من زيارتي الى الدول الاسنكندنافية هو لتصوير أعمال جديدة في أوربا.
¶ ماذا عن جديدك من الأعمال الفنية؟
* قدمت مؤخرا عملا يجسد تضحيات الحشد الشعبي والذي كان من خلال اتصال من الهيئة الإعلامية للحشد الشعبي التي اتصلت بمدير أعمالي واكدت رغبتها لادائي هذا العمل الفني، هذا عمل اضاف لي وقبل ذلك هو عمل وطني لشباب قدموا أرواحهم للبلد وتركوا كل شيء من أجل محاربة الارهاب والدفاع عن وحدة وأرض البلد، اتشرف اني غنيت هذا العمل الذي تم تصويره على طريقة الفيديو كليب مع المخرج وديع نادر وكانت الفكرة رائعة والكلمات تجسدت بالتمثيل، وحين رأيت الفيديو كليب دمعت عيناي لانه عمل حقيقي وواقعي واثر بي، وايضا لدي زيارة قريبة الى هولندا لتصوير عمل مع الشاعر والصديق مأمون النطاح وهو أغنية عراقية من الحان ضياء الدين وتوزيع فاضل فالح عمل من الزمن القديم وفكرته عن طريقة مصالحة الحبيبين بعد الزعل.
¶ بكلمة أخيرة، ماذا تقول لجمهورك في العراق والوطن العربي من خلال مجلة الشبكة العراقية.
أولاً شكراً لكم وتحية لكل متابعيكم وقرائكم وان شاء الله اكون صورة مشرفة للفن العراقي والشاب العراقي وتحياتي ومحبتي لكم جمهوري الحبيب في العراق والوطن العربي، وانتظروا جديدي من الأعمال الفنية.