مسرح الرشيد يفتح أبوابه متأخراً..

آية البهادلي – تصوير: حسين طالب /

عادت الحياة من جديد إلى مسرح الرشيد بعد انقطاع دام لأكثر من ١٨ سنة، بسبب تدمير بنيته التحتية، ليشهد عدداً من الفعاليات لعل أبرزها مهرجان بغداد الدولي للمسرح.
يعد مسرح الرشيد واحداً من أهم الصروح الثقافية المهمة في بغداد، حيث قدمت عشرات العروض المسرحية على خشبته، كالتي قدمتها الفرقة القومية للتمثيل، فضلاً عن العروض المسرحية العربية التي قدمت في الثمانينيات والتسعينيات، المتمثلة بمهرجانات المسرح العربي.
فقد وقف على خشبته كبار الفنانين العرب، ومنهم نور الشريف، وفريد شوقي، وحسين فهمي، والطيب الصديقي، كما كرم المسرح المخرج المعروف الراحل يوسف شاهين وعرض فيه أهم أعماله: فيلم (إسكندرية ليه).
المسرح الذي يشبه الحضن
أعرب الممثل ملاك عبد علي عن فرحته بإعادة افتتاح مسرح الرشيد بعد إهماله لأكثر من ١٨ عاماً.. مبيناً أن هذا الصرح احتضن أجمل العروض المسرحية منذ تأسيسه في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وأن ذاكرته مرتبطة بالمكان وبعروض أبرزها (الباب) للراحل قاسم محمد، و(الجنة تفتح أبوابها متأخرة) لمحسن العلي، وكذلك آخرها (تفاحة القلب) لرياض شهيد.
يضيف ملاك: كان مسرح الرشيد هو الأبرز معمارياً في الشرق الأوسط، وقد احتضن مهرجانات وعروضاً عربية وأجنبية أغنت الثقافة العراقية ومتلقيها، لكنه بقي مهملاً حتى هذه السنة حين افتتح المسرح ضمن مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته الثانية، وشكر ملاك الجهود التي قدمتها دائرة السينما والمسرح ومديرها العام الدكتور أحمد حسن موسى في إعادة بناء هذا الصرح الحضاري.
لأكثر من ١٨ عاماً، أُغلقت أبواب مسرح الرشيد بعد عام 2003، إذ تضرّر المبنى وتحوّل جزء منه إلى هيكل متفحّم، لتنتهي حكاية هذا المسرح الذي شُيد في ثمانينيات القرن الـماضي ليصبح جزءاً مهماً من مسارح بغداد الأخرى، كما أصبح -فيما بعد- مقراً لدائرة السينما والمسرح لما يملكه من إمكانيات وقدرات وأجهزة ومعدّات حديثة ومتطورة.
مسرح الكبار.. الجيل الذهبي
فيما قال الممثل المسرحي يحيى إبراهيم إن مسرح الرشيد يعد من أقدم الصروح الحضارية، فقد وقف عليه أساتذته الكبار عندما كان طالباً في معهد الفنون الجميلة، حينها شاهدنا عروض الجيل الذهبي، لهذا يشكل الرشيد ذاكرة مهمة للمسرح العراقي والممثل العراقي، فعودته تمثل عودة الحياة.
ويبين إبراهيم أن عودة المسرح تمثل رسالة الى العالم بأجمعه تؤكد أن هذا البلد قادر على صناعة الحياة، متمنياً أن يكتمل إنجاز الجزء الثاني من الإعمار، وأن يعاد ترميم المسارح الأخرى.
وأضاف أن الفرق العربية أعجبت كثيراً بهذا المسرح لأنه مشيد بشكل احترافي وراق للغاية، لافتاً الى أنه تشرف بالعمل في ثلاث مسرحيات على خشبة مسرح الرشيد قبل عام ٢٠٠٣ وسعيد بعودته الى العمل، ذاكراً أنه قريباً ستكون له مسرحية جديدة على خشبته.
رسالة الثقافة والحب للعالم
أما الممثل باسم الطيب فقال إنه وزملاءه تعلموا الكثير في هذا المسرح في تلك الفترة، وها هو يعود اليوم محتضناً عروضاً رصينة، مضيفا أنه، وعلى الرغم من الانقطاع الذي شهده المسرح العراقي بسبب الظروف التي مر بها البلد، فإن الجمهور لايزال حريصاً على المشاركة والمشاهدة، وهذه رسالة مهمه وصرخة في وجه المعتاشين على الحروب، فنحن شعب يعشق السلام والفن والثقافة.
وكشف الطيب عن قرب تقديمه عملاً مسرحياً على خشبة المسرح الوطني، من إخراج كحيل خالد، وتمثيله مع غسان إسماعيل، ومحمد إياد، وصفا نجم، وكاثرين هاشم وآخرين.
مؤسس الأعمال المسرحية
ويرى الممثل ياس خضير أن جميع الفنانين اليوم يسترجعون تلك اللحظات عند وقوفهم على الخشبة وهم يقدمون أفضل الأعمال التي مازالت في ذاكرة المتلقي العراقي، ومنها (في أعالي الحب) و(الجنة تفتح أبوابها متأخرة) و(الهذيان). ،
وأضاف أن مسرح الرشيد له وقع خاص في نفوس المسرحيين لأنه الشاهد على عصر ذهبي للمسرح العراقي، مبيناً أن المسرح يتمتع بتقنيات صوت وإضاءة لتسهيل سير العملية الفنية، كل هذه الجوانب تعكس فرحتنا كفنانين بإعادة افتتاحه.