7 دقائق متواصلة من التصفيق في مهرجان كان السينمائي المخرج الأميركي كيفن كوستنر: إنها معجزة أخرى في حياتي

متابعة / “الشبكة العراقية”/
بعد العرض الأول لفيلمه الأخير(الأفق)، اغرورقت عينا كيفن كوستنر بالدموع، وذلك بسبب التصفيق الحار الذي استمر سبع دقائق في مهرجان كان السينمائي. الفيلم يعد مشروعاً شغوفاً قام كوستنر ببطولته وإخراجه، كما شارك في كتابته وإنتاجه، وموّله بنفسه. لكن من الممكن أنه كان يشعر بالملل حتى البكاء، إذ هل يمكنك أن تتخيل كم هو مرهق أن تبقى تومئ وتبتسم وتستمع إلى الناس وهم يصفقون لك لمدة سبع دقائق كاملة؟

في خطاب عاطفي، قال كوستنر إنه “لن ينسى أبداً رد فعل الجمهور على فيلمه الذي طال انتظاره.” وشكر الحاضرين على منحه وقتهم الثمين. ووصف كوستنر التصفيق الحار بأنه “لحظة رائعة، ليس فقط بالنسبة لي، ولكن أيضاً للممثلين الذين جاءوا معي، وللأشخاص الذين آمنوا بي، وواصلوا العمل.”
عزز كيفن كوستنر، الممثل والمنتج والمخرج الشهير، مكانته كأحد ملوك هوليوود طوال حياته المهنية. لكن حتى مع كل النجاح والشهرة التي حققها، ظل كوستنر متواضعاً، كما أنه رجل جيد حقاً، وقد ترك أسسه الأخلاقية القوية توجه القرارات التي اتخذها في حياته المهنية، إذ إنه لم يقبل سوى الأدوار التي تنطوي على شخصية قوية، وإحساس بالعدالة، وتلامس المشاعر الحقيقية، ما أدى إلى تمتعه بـ (فيلموغرافيا) ضخمة صمدت أمام اختبار الزمن. حضر كوستنر العرض الأول لفيلمه مع خمسة من أبنائه السبعة، قائلا “لن أنسى هذا أبدا، ولا أطفالي كذلك، كلهم يبدون جميلين للغاية، ويرتدون ملابس جميلة جداً، النساء والرجال، إنهم وسيمون للغاية.”
أيقونة هوليوود
طقوس الليلة الافتتاحية المعتادة لمهرجان تضمنت تقديم لجنة التحكيم ورئيستها (المؤلفة جريتا جيرويج) 22 لقباً للمسابقات، جرى اختيارها من خلال أكبر الحضور سناً، النجمة الكبيرة ميريل ستريب، المتألقة باللون الأبيض، التي قبلت بكل لطف السعفة الذهبية من جولييت بينوش، التي قدمت تحيتها القلبية من فنان إلى آخر. كانت الممثلتان متطابقتين بشكل رائع، وقد صفق الجمهور، ذوو ربطات العنق السوداء في القصر، لستريب بحفاوة طويلة ومستمرة، الأمر الذي أسعدها وأحرجها على حد سواء، بحيث انفجرت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش في البكاء عندما سلمت السعفة الذهبية الفخرية لأيقونة هوليوود المحبوبة، التي ظهرت لأول مرة في مدينة كان منذ 35 عاماً.
قالت ستريب إن “مشاهدة اللقطات الاستعادية لمسيرتها المهنية في الحفل كانت مثل النظر من نافذة قطار سريع، ومشاهدة شبابي وهو يطير إلى منتصف عمري مباشرة إلى المكان الذي أقف فيه على هذه المنصة الليلة.”
وتذكرت ستريب أنها “في المرة الأخيرة التي حضرت فيها الى مهرجان كان، كانت بالفعل أماً لثلاثة أطفال، وكانت على وشك أن تبلغ الأربعين من عمرها، واعتقدت أن مسيرتها المهنية قد انتهت. لم يكن هذا توقعاً غير واقعي بالنسبة للممثلات في ذلك الوقت، والسبب الوحيد لوجودي هنا الليلة واستمرار ذلك هو حضور الفنانين الموهوبين الذين عملت معهم، بما في ذلك مدام لا بريزيدنت.” مشيرة إلى رئيسة لجنة التحكيم غريتا جيرويج، التي أخرجت فيلم (نساء صغيرات) الذي مثلت ستريب فيه عام 2019.
ومع ذلك، فإن أول تصفيق طويل للمهرجان كان من نصيب ستريب، التي حصلت على جائزة السعفة الذهبية الفخرية خلال حفل الافتتاح. وبعد أن قدمتها جولييت بينوش، هزت ستريب رأسها وقامت بتهوية نفسها ورقصت، بينما كان الجمهور يهتف لها بصوت عال.