الشبكة العراقية
بات الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما يأخذ حيزاً كبيراً في إنتاج الأفلام السينمائية، وإعادة تعريف فن الرواية والقصة من خلال مزج الذكاء الاصطناعي مع الإبداع البشري.
من ناحية أخرى، فإن الذكاء الاصطناعي سيجعل صناعة الأفلام أسهل، من خلال الشخصيات الافتراضية التي لامست الواقع، وكانت سهلة في مجال الإنتاج، ما يفسح المجال لصانعي الأفلام استخدام الأدوات المهمة لإنتاج أفلام مذهلة بصرياً، والاستغناء عن الميزانيات الضخمة، (Ex Machina) هو أحد تلك الأفلام التي امتزج فيها الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري.
أكثر تفكيراً
قد يحتاج متابعو الأفلام السينمائية إلى معرفة أن فيلم (Ex Machina) هو فيلم خيال علمي عن الذكاء الاصطناعي. وأنه أكثر تفكيراً وأقل توجهاً نحو العمل من العديد من الأفلام، وسيمنح الجمهور من المراهقين الأكبر سناً الكثير للتفكير والتحدث عنه، على الرغم من أنه موجه بالتأكيد نحو الجماهير الناضجة. هناك مشاهد عنف قصيرة وقوية، وتجري مناقشة مفهوم التواصل الجسدي مع الروبوتات. يشرب كلا الشخصيتين الرئيستين الكحول، ويسكر أحدهما حقاً في مشاهد عدة. قد يكون هذا الفيلم دماغياً وبطيئاً للغاية بالنسبة لبعض المشاهدين، لكن عشاق الخيال العلمي المتعصبين سيكونون متحمسين لمشاهدته.
قصة الفيلم
يفوز (كالب)، وهو مبرمج في أكبر شركة إنترنت في العالم، بمسابقة لقضاء أسبوع في منتجع جبلي خاص يملكه (ناثان)، الرئيس التنفيذي المنعزل للشركة. ولكن عندما يصل كالب إلى الموقع البعيد، يجد أنه ستتعين عليه المشاركة في تجربة غريبة ورائعة يجب أن يتفاعل فيها مع أول ذكاء اصطناعي حقيقي في العالم، الموجود في جسد فتاة روبوتية جميلة. مهمة كالب هي إدارة اختبار (تورينج)، الذي سمي على اسم مخترعه عالم الرياضيات (آلان تورينج)، لتحديد ما إذا كانت (آفا)، الريبورت، لديها وعي حقيقي. وإذا لم يتمكن المُختبر من تحديد ما إذا كان الموضوع عبارة عن آلة أم إنسان، فسيتم اجتياز الاختبار.
آفا هي اللغز الكامن في كل شيء، وعندما يلتقي كالب وآفا، لا يوجد شعور غريب أو عدم الارتياح عند تقديم آلة واقعية، بل ينجذب كالب على الفور إلى آفا. قبل فترة طويلة يتشاركان في الجاذبية المتبادلة، ولكن مع استمرار المناقشات، تثق (آفا) في كالب، فيما لا يمكنها الوثوق بالآخرين.
سؤال مثير
في هذا الفيلم النفسي المثير والمتوتر، يطرح السؤال الأكبر على الإطلاق: ماذا يعني أن تكون على قيد الحياة؟
(Ex Machina) عبارة عن 108 دقائق من حياة ثلاثة أشخاص يجلسون ويتحدثون، بعضهم مع بعض، لكن هذا الصراع الوجودي مقنع للغاية لدرجة أنه من المستحيل عدم الانجرار إلى القصة والأسئلة الأكبر التي تحفزها. إن مسألة وعي آفا ما هي إلا البداية، لأن قرار كالب ستكون له عواقب وخيمة. إذا اعتقدنا أن آفا على قيد الحياة، فهل سيسمح لها أن تعيش تلك الحياة بشروطها الخاصة؟ هل ستكون حياتها الاصطناعية على نفس مستوى الحياة البشرية؟ آفا هي ملكية مشتركة، لذا، في أي نقطة تتجاوز الآلة أصلها كشيء وتصبح شخصاً؟