خضير الحميري/
لم أتوصل الى سر العصبة السوداء التي يضعها رسامو الكاريكاتير (وأنا منهم) على عيون السراق، فضلا عن سلسلة المفاتيح التي تتدلى من أحزمتهم، سوى انها دلالات بصرية لارشاد وربما إيهام القارئ بمهنة الشخصية المرسومة، فنحن في حقيقة الأمر لم نضبط يوما أي من السراق وهو يطوق عينيه بمثل هذه العصبة، ربما يرتدي قناعا أو جوربا أثناء تأدية (الواجب) كما نشاهد في بعض أفلام الأكشن، ولكنه لايرتدي تلك العصبة السوداء سوى في رسومنا.
ولو إن تلك العصبة الكاريكاتيرية كانت ملزمة حقا لكل من يقدم على السرقة، وإن ليس بإمكانه مزاولة (مهنته) من دون إرتدائها، لضربنا عشرة عصافير بحجر واحد، فمن جهة سوف يكون بالأمكان التعرف عليهم والتقرب منهم وكسب ودهم من (النظرة الأولى)، ومن جهة أخرى سوف ينتعش سوق بيع العصبات السود، و تتفنن مصانع الصين لتزويدنا بماركات مبتكرة من هذا المنتوج، وبنوعيات تتناسب وحجم السرقة… و الدرجة الوظيفية للسارق!!