خضير الحميري /
لا يحتاج مطلقو العيارات النارية إلى مناسبة محددة للتعبير عن هوايتهم الجهنمية، إذ أن المناسبات تمثل ملتقى تحفيزياً لتلقين فضاءات المدن درساً لن تنساه في كم الإطلاقات التي تتصاعد و(تتهابط)، مع ما ينتج عن هبوطها من إصابات ووفيات ومآسٍ (عرضية)!
لا يهم فيما إذا كانت المناسبة عرساً أو طهوراً أو ترقية أو نجاحاً أو تعييناً أو فوز منتخب.. أي منتخب، إذ لا يشترط أن يكون المنتخب العراقي، فقد سمعنا إطلاق نار عندما فاز منتخب الأرجنتين بكأس العالم، أو فوز نادٍ معين.. أي نادٍ، حتى لو كان نادي خيتافي، المهم في الأمر هو تنشيط (صبطانة) المسدس أو البندقية والتباهي بلعلعة صوتها (وتفزيز) الناس الآمنين..
هذه الظاهرة التي صمدت طويلاً بوجه القرارات الهادفة للحد منها، التي كانت في غالبها قرارات إنشائية من قبيل: لن نسمح بالرمي العشوائي، أو: سنحاسب المتجاوزين بإطلاق العيارات النارية، أو: ضبطت مفارزنا أحد مطلقي العيارات النارية، أو: ندعو المواطنين للتبليغ عن مطلقي العيارات النارية، أو: بدأنا خطوات جادة لرصد مطلقي العيارات النارية.. وغيرها من الإجراءات التي تشجع أكثر مما تمنع!
وكنا قد لمسنا بشكل واضح انخفاض (الدكّات) العشائرية (وهي كما تعلمون أخت بالرضاعة لإطلاق النار العشوائي) بعد القرار القاضي بشمول مرتكبيها بتهمة 4 إرهاب، فهل تمتد يد العطف إلى مطلقي العيارات النارية لتشملهم بمثل هذه (المكرمة)، ولاسيما أن هذه تشبه تلك من حيث: “وقد استقبلت المستشفيات العديد من المصابين بالرمي العشوائي إصابات عدد منهم حرجة!”
سألت أحد أقاربي من كبار السن وهو يتطلع الى السماء وقد احتشدت بإطلاق النار في إحدى المناسبات: هل كان إطلاق النار في مناسبات زمانكم بهذا الحجم؟ قال: لا ..أبداً، قلت: لماذا؟ قال: لأن السلاح والفشك ما يتحصلن إلا بطلعان الروح!
قلت مع نفسي: بالضبط.. ها نحن نستخدمة لـ.. طلعان الروح!