خضير الحميري/
تطالعنا وكالات الأنباء بين فترة وأخرى بأخبار القاء القبض على شخص انتحل صفة معينة لتحقيق مكاسب من الصفة المنتحلة، وغالبا ما يكون المنتحِل -بكسر الحاء- من درجة أدنى والمنتحَل -بفتح الحاء- من درجة أو مكانة أعلى..
ونتساءل حين نقرأ الخبر عن الظروف والملابسات التي تشجع على الانتحال، والظروف التي تجعله ممكنا، ومدى تباين هذه الظاهرة من مجتمع الى آخر، وماهي الفترة التي يمضيها المنتحل في مهامه الانتحالية، وكم عدد الضحايا الذين انطلى عليهم مظهره الانتحالي، وهل يجري القبض على كل المنتحلين أم أننا نتعامل أحيانا معهم من دون أن نعرف فيما إذا كانوا بكسر الحاء.. أم بفتحها!!
وأول ما يتبادر الى الذهن.. أن المكاسب والامتيازات الدسمة (ماديا واجتماعيا) هي من أول الأسباب المشجعة للانتحال، وأغلب الظن أن المنتحِل، وهو يتقمص صفة تدر عليه بعض المكاسب، قد فكر أن وضعه الانتحالي سيكون مؤقتا، ولفترة قصيرة جدا، بحدود ماسيجنيه من مكاسب سريعة من خلال النصب والابتزاز يعود بعدها كما كان، خوفا من اكتشاف وضعه المريب، ولكن مع مرور الزمن واكتساب الخبرة والإفلات المتكرر من القانون يزداد تقمصه للشخصية المنتحلة ، وتتعزز ثقته بالدور الذي يلعبه، ثم يبدأ التفكير بإمكانية الاحتراف الرسمي في دوري المنتحِلين!
قلنا إن الانتحال يكون عادة من شخص بدرجة مادية واجتماعية وتأهيلية أدنى، يقوم بانتحال صفة أعلى، ومن الاستثناءات النادرة للانتحال المعكوس ما شاهدته في برنامج تلفزيوني كان يستضيف في العادة شخصا (مليونيرا) لينتحل برغبته صفة عامل بناء أو صبّاغ أو عامل نظافة أو نزيل في دار للمسنين وغيرها من المهن والمواقع الاجتماعية البسيطة، يتعرف من خلالها على معاناة أشخاص وعوائل وحاجتهم للمعونة.. ثم بعد انتهاء المعايشة الانتحالية المعكوسة، وبعد ان يتعرف فعليا على حاجات الناس، يكشف عن حقيقته و يتبرع لهم بالمبالغ التي يحتاجونها وهي عادة بمئات آلاف الدولارات..
هكذا الانتحال وإلا ..بلاش!!