خضير الحميري
إنه من أجمل التعابير المستحدثة التي قرأتها.. فعلى غرار الحمية الغذائية أصبحت لدينا حمية رقمية، لمجابهة الأخطار النفسية والعصبية التي يسببها الإفراط الرقمي، فإذا كنا نتناول ثلاث أو أربع أو حتى خمس وجبات غذائية في اليوم، فنحن نتناول مواد رقمية بمعدل 144 مرة في اليوم. وقد أثبتت دراسة أن معدل تصفح أو مراجعة الهاتف لدى 90% من المدمنين تبلغ 144 مرة في اليوم (مع أني أعرف من يفعلها أكثر من 1440 مرة في اليوم!).. وتقول الدراسة: إذا كنت تقضي وقتاً في التفاعل على وسائل التواصل وممارسة الألعاب الإلكترونية ومراجعة الإشعارات أكثر من التفاعل مع أشخاص حقيقيين في محيطك، فأنت بحاجة الى حمية رقمية عاجلة..
ووفقاً لمركز إدمان الإنترنيت والتكنولوجيا، فإن أسباب تعلقنا بهواتفنا قد تكون مرتبطة بالرغبة العصبية في إرضاء مراكز المتعة والإثارة في الدماغ. فعندما نتلقى رسالة نصية أو فيديوية أو مكالمة أو إشعاراً، فإننا نتلقى إثارة وإشباعاً للفضول يجبرانا على التحقق من المستجدات التي تحملها هواتفنا. بمعنى آخر أننا نستخدم هواتفنا لتحفيز أدمغتنا من أجل المتعة، فنبقى متحفزين طوال الوقت للاتصال والتواصل والتفاعل وتحقيق إعجابات أكثر، والسقوط في حبائل الإدمان!
وتقدم الدراسات مجموعة من النصائح لتحقيق الحمية الرقمية، وتخسيس التعلق بالهاتف أو اللوح الإلكتروني، لا تختلف كثيراً عن نصائح الحمية الغذائية، في التقليل من الكربوهيدرات، وتجنب الإكثار من الطعام، ومزاولة الرياضة، وعدم الاستجابة لنداءات المعدة وإلحاحها المتكرر، والبحث عن أماكن بديلة غير المطبخ.. للاسترخاء..
في الحمية الرقمية ينصح بتحديد (وجبات) التصفح وإنقاصها تدريجياً، ووضع الإشعارات على الصامت دائماً، ولا بأس بزيادة عدد الأصدقاء الافتراضيين، لكن عليك أن تتذكر أن الأصدقاء الذين تلتقيهم وجهاً لوجه وتكلمهم مباشرة، وتتبادل معهم الرأي، مهما قل عددهم، أكثر دعماً لحالتك العصبية والنفسية من مليون صديق افتراضي. حاول أن تتجاهل هاتفك في أوقات محددة، وقت القراءة، وقت الطعام، مشاهدة الأفلام، وقت النوم، وعليك أن تتعمد نسيان الهاتف في البيت وأنت تزاول الرياضة أو تتجول في الأرجاء.. شريطة ألا تعرف زوجتك.. كلمة المرور!