خضير الحميري/
تشهد نشرات الأخبار ووسائل التواصل الكثير من الأحداث التي يمكن تبويبها تحت العنوان أعلاه، أحداث عنيفة تبدأ من الكدمات البسيطة و قد تنتهي بالقتل.. وكلها تدور تحت (سقف) الأسرة بغض النظر عن مدى (ثبات) هذا السقف أو اهتزازه، ومصدر العنف (أو ضحيته) هنا قد يكون الزوج أو الزوجة أو أحد الأولاد إذ تتوزع الحوادث بينهم بتفاوت نسبي، يحصل فيه الزوج على حصة (الأسد) تليه (اللبوة) أقصد الزوجة ثم الأشبال، وقد يشارك هذا الثلاثي أفراد آخرون يستظلون بذات السقف (الآمن) مثل العم أو العمة أو سواهما.
لم تكن الأسرة يوما بمنأى عن (المكافش)، إلا أن وتيرته كانت أهدأ، وأرقامه أدنى، وتكراره أندر، وتفاصيله أقل بشاعة، فماالذي حصل.. ولماذا برز هذا الموضوع كثيرا في السنوات الأخيرة، هل هي (مؤامرة) كما دأب جماعة المؤامرة على (حل) القضايا التي لا يرغبون في حلها؟، أم ان طريقة وظروف تكوين الأسرة اختلفت، أم إنها ثورة الاتصالات التي فتحت المشاكل على مصاريعها وعوضت عن لمة الأسرة ..بلمة (الواي فاي)، وعن حكايات الجدة قبل النوم ..ببلاوي اليوتيوب!
قبل أيام كنت أستمع الى حوار تلفزيوني مع بعض الأصدقاء المتقاعدين في المقهى حول ضحايا العنف الأسري، أشار الضيف ويبدو انه شخصية رسمية قائلا: يقع العنف الأسري المسجل لدينا (وفقا لآخر الأحصائيات) على الزوجة بنسبة 52% وعلى الزوج بنسبة 17% وهنا توقف الأصدقاء عن لعب الدومينو وبدأوا يعقبون على ما استمعوا اليه من أرقام، وحرموني من معرفة حصة الأطفال وكبار السن من العنف الأسري . قال صديقي المتقاعد الأقدم، النسبة غير دقيقة، فأغلب العنف المنزلي لا يدخل الأحصائيات، سواء كان ضد النساء أو ضد الرجال.. وبشكل (خاص) ضد الرجال ..فأي (رجل) يجرؤ على الذهاب الى الشرطة المجتمعية ليقول لهم : الحكوني زوجتي ضربتني ..أو زوجتي عنفتني!
ثم التفت نحو المتقاعد الأحدث وسأله :هل تذهب أنت؟..
فرد معتدا بنفسه ..نعم أذهب..
أذهب الى المركز الصحي وأقول لهم .. وكعت من الدرج!