المحتوى الهابُط !

خضير الحميري /

لا يوجد -على حد علمي- تعريف نهائي للمحتوى الهابط، كما لا توجد أداة موثوقة لقياس مستوى الهبوط أو الصعود، كذلك فإننا لا نعرف المستوى الذي يعد النزول عنه هبوطاً، والارتفاع عنه ارتقاءً، كل ما نعرفه هو أن بعض (اليوتيوبرية) و(الفاشنستات) سووها بلا ملح..
لذلك تنادى التواصليون الغيارى للوقوف بوجه الهابطين المدججين بآلاف أو ملايين المشاهدات لغرض منع الإسفاف والابتذال، واستجابت لندائهم بعض الجهات الحكومية والنقابية. ولأننا نختلف ونتفق على أبسط الموضوعات وأعقدها، فقد سمعنا أصواتاً تنادى بترك أصحاب المحتوى يحددون نوعية المحتوى الذي يسوقونه للناس، هبوطاً أو ارتقاءً، لأن ما تراه هبوطاً قد يراه غيرك ارتقاءً، والذائقة التي ترفض هذا المحتوى اليوم قد تتماشى معه غداً..
وقد اطلعت يوماً على فديوهات تحمل محتوى مقززاً تظهر فيه فتاة (من دولة شرق آسيوية) تأكل بشراهة وتترك الأكل متناثراً على وجهها وملابسها وفراشها، والتعليقات والقلوب والقهقهات تتراكض على الشاشة وتدعوها إلى المزيد! وهالني رقم المشاهدات والمتابعات التي تجاوزت المليونين! فكيف يمكن إقناع هذه (الهابطة) بأن تترك فعالية الأكل المقززة وتتجه لتقديم إرشادات صحية للتخفيف من الشخير أثناء النوم!
ويحتج البعض بأن المحتوى الهابط لا يقتصر على المدونين و(التكتوكيين) و(الفاشنستات) و(اليوتيوبرية)، وإنما يتعداه الى آخرين تعد فديوهاتهم وتصريحاتهم وتحريضاتهم أكثر هبوطاً وضرراً للمجتمع من سواهم..
وحين استنكرنا واستفسرنا عمن يقصدون..
اكتفوا بالقول : يمعود..خلينا ساكتين!!