تصفيق مُستحق..

#خليك_بالبيت

خضير الحميري /

أظن أن الطليان هم من إبتكر هذا التقليد الجميل في توجيه الشكر للطواقم الطبية أثناء فترة الحجر الكورونية بالتصفيق من النوافذ والبلكونات في ساعة محددة من كل يوم (السادسة أو الثامنة مساءً) ثم تبعهم الأسبان والألمان والفرنسيين وبقية دول العالم، زادوا على التصفيق أغان، ومعزوفات، وأناشيد، وتقديم باقات الزهور ورفع صور الضحايا من الأطباء والممرضين.
لجأوا الى التصفيق المستحق بعد أن شاهدوا التعب والسهر والتفاني الذي تبذله الطواقم الطبية فضلا عن التضحيات الجسيمة بالأرواح التي نالت من هذا الكادر، والتي لايمكن مقابلتها بأي تعويض مادي، وإنتشرت بموازاة ذلك الصور والمشاهد التي تجسد هذه التضحيات، لتتكون صورة ذهنية لدى الجميع تجل هذه الفئة وتخبرها من خلال التصفيق كل مساء إن جهودها وتضحياتها محل تقدير..
لجأوا الى التصفيق لأنهم كانوا عاجزين عن تقديم الدعم لأقرب الناس اليهم من المصابين بسبب الخشية من العدوى، فيما وجدوا من يجازف نيابة عنهم وعن المجتمع في إحتضان مرضاهم ومرافقتهم حتى الشفاء أو.. الموت.
وكوادرنا الطبية هي الأخرى تستحق التصفيق والأحترام والأشادة بجهودها الجبارة، فهي لا تقل تضحية عما قامت به الجيوش البيضاء في كافة أرجاء المعمورة، بل إنها ترتقي بميزة مضافة تتمثل بكونها تعمل في ظروف شديدة الصعوبة من تهالك البُنى الصحية، وشحة الأدوية و المعدات، وقلة الوعي، والأستخفاف بالجائحة المفترسة، فضلا عن الآثار الوخيمة والتلوث البيئي الذي أفرزته علاجات… حرق الحرمل !

النسخة الألكترونية من العدد 362

“أون لآين -5-”