تهكير!

خضير الحميري /

هو من المصطلحات الجديدة على أسماعنا.. قاموسيا يعني (قرصنة) وحرفيا يعني انتهاك خصوصيات الآخرين، وعمليا يعني (ابتزاز) أو الشروع بالابتزاز من خلال استغلال تلك الخصوصيات. هذا على مستوى الأشخاص، أما على مستوى الدول والشركات فله اسم آخر هو (الحرب السبرانية) كفانا الله وإياكم شرورها.
و التهكير ليس لعبة سهلة وإن بدا للبعض كذلك، فهو بحاجة الى مهارات فنية متجددة تواكب التطورات التقنية إن لم تتفوق عليها، وقد تابعت قبل فترة مهرجانا أقيم في إحدى الدول للتنافس بين الهكرز، لتحديد مدى قابليتهم على الاختراق والعبث في خصوصيات الآخرين، و ..شئنا أم أبينا فقد أصبحت مهنة (الهكر) مطلوبة في الكثير من المواقع وبمرتبات مميزة، لأغراض دفاعية أو هجومية، وإن كانت تتلفع غالبا بنية تقديم العون لضحايا الابتزاز الهكري.
ويبدو لي من خلال متابعتي المتواضعة للساحة الهكرية إن هناك هكرز للإيجار لتهكير حساب هذا الشخص أو ذاك لأغراض شخصية أو تجارية أو سياسية، والأخيرة هي الأكثر شيوعا ولاسيما في أوقات التلاطش السياسي.
قبل سنوات كانت خشية مستخدمي الكومبيوترات واللابتوبات هي الفايروسات، وقد (تطوع) الكثير من الشركات بإغراق الأسواق الإلكترونية ببرامج لحماية أجهزتنا من الفيروسات التي اكتشفنا فيما بعد حرص تلك الشركات على ديمومتها لديمومة تسويق إنتي فايروساتها.. ولا أستغرب أن تظهر في الأسواق في قادم الأيام برامج (أنتي هكرز) لمقاومة الأجتياح الهكري..
هل هي صدفة وجود هذا التشابه اللعين بين (الهكري) و(النكري) !