خضير الحميري/
أعجبت كثيراً بنوعية التفاعل والتحشيش العراقي مع التطبيق الإلكتروني الجديد (ثريد) وبالجمع (ثريدز)، الذي أطلقته (ميتا) على شاكلة تطبيق تويتر مؤخراً، في محاولة لسحب البساط من تحت الأخير ومن تحت الملياردير المتباهي الذي يقف خلفه، تفاعل الكثيرون معه بطريقة خاصة، لأنهم شعروا بأن المفردة المُختارة (ثريد) تعنيهم وحدهم دون كل سكان الأرض، فهو الثريد بكل ما يعنيه من ألفة وعشرة عمر.. خبز مقطّع ومنقوع بما هو متوفر من تشريب، مهما تنوعت أو تقشفت محتوياته، وأيدٍ تدور وتلف ما تتلقفه من الصحن وتتجه به إلى مثواه الأخير..
بعيداً عن المزاج والمزاح العراقي (وهو مزاج ومزاح جميل طبعاً) فإن كلمة ثريدز تعني بالإنكليزية خيوط، وهي تنسجم تماماً مع نسيج (شبكة) التواصل الاجتماعي بتداخلاتها وتشعباتها التي ليست لها نهاية، وكأنها شليلة وضايع راسها، الناس يدخلون ويتداخلون ويبدون آراءهم ويتعاركون، ويتخاصمون ويتشاتمون، وكل ما في الأمر أن ذوق فلان في الـ (ثريد) يختلف عن ذوق علان، ولسان السيد (زوكربيرك) يقول: لابأس.. إذا كان هذا الثريد لا يعجبك ويولد لديك الحساسية.. جرب الثريد التالي..
وكلمة (ثريد) بدلالاتها الشعبية العراقية مشحونة بالكثير من الإحالات، فهي تدل على من يتحدث كثيراً، فنحن نقول عمن يدلو بدلوه وهو دون مستوى الإدلاء بأنه (يثرد)، وتشير المفردة أيضاً الى البساطة، فحين يشح الموجود المطبخي يحضر الثريد كمنقذ للموقف على شكل (محروك إصبعه)، ومن حالات النسب اللغوي الغريبة التي لاحظتها تبدو كلمة (سارد) التي نتداولها كثيراً هذه الأيام وتعني قاص أو روائي، وكأنها تمت بصلة قربى مع كلمة (ثارد).. والله أعلم!!