خضير الحميري/
واهمٌ من يظن بأن حجر العثرة مجرد حجر صغير منبوذ ألقت به الأقدار على قارعة الطريق، ليؤدي مهامه الروتينية في الإعثار والتأخير من دون تخطيط مسبق، ثم يتفتت ويتلاشى بتأثيرالركل والدحرجة كأي حجر قصير النظر، فأحجار العثرة كما أثبتت التجارب من خلال التصرف المحسوس والدليل الملموس تنمو وتكبر وتتكبر وقد تضطلع بمسؤوليات جسام من دون أن تتخلى عن المواهب التي تعلمتها في مرحلة الطفولة المبكرة، فالإعثار في الصغر كالنقش على الحجر.
ومع (تعثر) الزمن أصبح وجودها معتادا في الدوائر والمؤسسات وجميع مرافق الحياة، وكأنها درجة وظيفية لا يكتمل الملاك دون إشغالها، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن تتدرج أحجار الإعثار وظيفيا وتتسلق حسب الأصول لتغزو مختلف الميادين والحقول!