خضير الحميري /
الدراسة أونلاين لم تبدأ مع جائحة كورونا، كما يعتقد البعض، بل هي موجودة حتى قبل توفر اللاين (الإنترنت)، ربما كان اسمها مختلفاً، لكنها من حيث الجوهر تعني الدراسة عن بعد، بمعنى البعد عن مكان الدراسة (الجامعة، الكلية، أو المعهد)، والبعد عن (الدراسة) ذاتها في غالب الأحيان!
ولكن مع الإنترنت أصبحت الدراسة عن بعد مُتاحة للجميع، لا أقصد الدراسة بقصد الحصول على الشهادة، ولكن الدراسة بقصد التعلم، تعلم مهارة ما في اللغة أو التصميم أو الصيانة أو الديكور أو الطبخ.. الخ، فهناك الكثير من الشغوفين بالتعلم والاستزادة.. وأيضاً الدراسة بهدف الحصول على شهادة، إذا كان الدارس والمُدرس جادّين في أداء مهامهما من خلال إرسال المناهج ومتابعتها وإجراء الاختبارات الصارمة والتقييمات الدورية، وليس الدراسة التي تكتفي بتسلم الفلوس وإرسال الشهادة.. مكللة بالطمغات.
وهذه الأخيرة هي الدراسة الشكلية هي التي عنيناها في هذا الكاريكاتير، وتندرج ضمنها دراسة أخرى لا تدخل تحت مسمى الدراسة عن بعد، إذ تقتصر مهمة الطالب فيها على عد السنوات الأربع، فيما تقتصر مهمة الكلية على عد فلوس الأقساط التي تسلم في مواعيدها.. ثم يقام عرس التخرج وسط زغاريد الأهل و(غمزات) الأصدقاء!
بعد التخرج، عن قرب أو عن بعد، يعمد الخريج النجيب إلى التقاط الصور مع الشهادة منفرداً، مع صور أخرى أمام بوابة أو شعار المعهد أو الكلية، لتعزيز المصداقية (إن وجدت)، مع صور أخرى يتسلم فيها الشهادة من العميد الحقيقي، أو الافتراضي، وهو يعتمر قبعة التخرج بكراكيشها التي تتدلى خجلاً..
الدراسة أونلاين ستكون من أهم مصادر المعرفة مستقبلاً، شئنا أم أبينا، مادامت هناك رغبة حقيقية للتعلم المباشر أو بالمراسلة، وفي ذات الوقت ستظل الدراسة أونلاين لدى البعض ممن يرصدهم هذا الكاريكاتير مجرد برواز يعلق على الجدار، وفقرة في (سي في) يشكو البوار!