خضير الحميري /
بداية الأمر ظننت إنها نكتة، أو نوعاً من أنواع (تمليح) الكلام بالمبالغة المحببة، لأغراض المزاح و التضخيم، ولكن حين إستفسرت من كوكل أسرّ لي بأن ما سمعته صحيح مئة بالمئة، وقد ورد على لسان أكثر من مصدر ومن أكثر من محافظة، بل ان أحد المسؤولين في إحدى المحافظات دعا الى منع بيع وشراء الدرونات في الأسواق، وعلى غرار حصر السلاح بيد الدولة دعا لحصر الدرون بيد الدولة وأجهزتها المختصة، وآخر الأخبار تشير بأن إحدى المحافظات تدرس خيار التشويش لتعطيل عمل المسيرات المارقة.
حصل كل هذا بسبب زج المسيرات في النزاعات العشائرية وإناطة مهمة استكشاف تحصينات الخصم لكاميرا الدرون، من أجل أن تكون (الدكة) فاعلة ومؤذية، ولغاية إعداد هذه الرسوم لم يتعد استخدام الدرونات مهام التصوير والاستطلاع والاستفزاز، وهذا أمر جيد لكنه لا يبشر بخير، جيد لأن مهمة المسيرات اقتصرت على الدعم اللوجستي ولم تسهم بالرمي والتدمير بشكل مباشر، ولايبشر بخير، لأن من يضع الكاميرا اليوم يمكن أن تراوده فكرة وضع شيء آخر أشد فتكا من الكاميرا في يوم لاحق..ويا خبر بفلوس..!
هل تنتهي النكتة عند هذا الحد الكوميدي، المضحك المبكي، أم إنها ستتدحرج مثل كرة الثلج ويصبح لدى كل عشيرة (مشجب) خاص بالدرونات، ومختصون بصيانتها وتوجيهها، وتطوير قابلياتها التصويرية ( أو التدميرية) لاسمح الله.
هل تنتهي النكتة عند هذا الحد أم إن التنافس وسباق (التسلح) بالمسيرات بين العشائر المتخاصمة سوف يشتد في الاقبال على استيراد أفضل الدرونات من حيث التقنية واختراق (رادارات) الخصوم!
أتمنى أن تنتهي، ولا نسمع بها ثانية، لأنها ببساطة.. نكتة مبكية!