خضير الحميري/
أخيراً.. دخلنا عصر الدفع الإلكتروني وبدأنا نتأبط بطاقته، ونحن الآن في مرحلة الدفع الاختياري كتمرين أولي استعداداً لمرحلة الدفع الإجباري ابتداء من منتصف العام، وفق ما تناقلته (العواجل). ومن الطبيعي أنه سيكون مع كل ظاهرة جديدة مساندون ومعاندون، مرحبون ومغلّسون، متفائلون ومتشائمون.. لكن في الختام (شئنا أم أبينا، رفضنا أم رضينا) وبغض النظر عن الفوائد والعيوب، ستدخل بطاقات الدفع كل الجيوب!
ومع الدفع الإلكتروني سيكون لدينا بطبيعة الحال رابحون وخاسرون، أول الرابحين هم أصحاب الصيرفات والمصارف، فكل مبيعاتنا ومشترياتنا، وتعبئة كارتاتنا وتفريغها، ستمر بين أيديهم وتنعش جيوبهم، أما أول الخاسرين فهم (النكرية)، الذين ستجوب أيديهم الخفيفة الكثير من الجيوب النظيفة لتعود خالية الوفاض. أما قيمة البخشيش فإنها ستنخفض، أو تنعدم في محطات التعبئة، لكنها ستحافظ على قيمتها السوقية في المطاعم والكفيهات وصالونات الحلاقة.
مع الدفع الإلكتروني سنتخلص من عبارات رافقتنا طويلاً، فستختفي عبارة (ما عندي خردة) أو (هاي العشرة مشكوكة ما تمشي) أو(رجعلي الباقي) وغيرها، فيما ستطرق مسامعنا عبارات جديدة مثل (بطاقتك مصفرة) أو (حسابك مجمد) أو (الباسوورد غلط) أو (رصيدك ما يكفي)..
وسوف تكون لدى مستخدمي بطاقات الدفع حجة دامغة في مواجهة الديّانة، بعدم وجود سيولة تحت اليد، إلا إذا كان الديّان من النوع الذي أعرفه، ذلك الذي سيقتادك بلسانه الحلو الى أقرب صرافة لإجراء اللازم، كما سيكونون بمأمن من أضرار بحوشة المبحوشين في (جيوبهم) أثناء استراحتها المعتادة في (تعلاكة) البيت..