خضير الحميري /
وصف الإعلامي المعروف الدكتور كاظم المقدادي، في أحد مقالاته الساخرة، ظاهرة منح شهادات الدكتوراه الفخرية بأنها “منهج لإقصاء العقل الفعال.. بإحالة العلم والعلماء إلى دكان البقال.” واتهم (فخرية) ومن لف لفها من شهادات المراسلة والمجاملة بأنها السبب في “استبعاد الجامعات العراقية عن المنافسة الدولية لتصنيف الجامعات الرصينة الموصوفة بالجهد والعلم والكمال.”
وتضع الجامعات المرموقة شروطاً لا يجوز الإخلال بها عند منح الدكتوراه الفخرية، فهي تخصص لشخصيات بذلت جهداً محموداً في مجال من المجالات يوازي -أو يتفوق- في مكانته جهد البحث العلمي وكتابة الرسالة وخوض غمار المناقشة، ولا تُمنح لهم إلا بعد سلسلة من إجراءات التقييم والمراجعة والتمحيص، ولا تعتبر شهادة تعويضية لمن فاتهم قطار الدكتوراه الفعلية، كما لا يحق للحاصل عليها استخدامها في الحصول على عمل ولا استثمارها لتزيين اسمه بحرف (الدال) بأي حال من الأحوال.
فهي تمنح للشخصيات العامة، ويفضل عدم إعطائها إلى الشخصيات التي تلعب أدواراً سياسية أو شخصيات في مراكز السلطة، منعاً للتملق والابتزاز، وفق الاتجاه البريطاني، كما تمنح إلى الشخصيات العامة المؤثرة والشخصيات التي تقدم الدعم المالي السخي للجامعة لتحفيزها على الدعم المالي الأسخى وفق الاتجاه الأمريكي. وتذكر (الويكبيديا) أن الدكتوراه الفخرية منحت لأول مرة في العصور الوسطى إلى رجل دين.. وهو أسقف سالزبوري!
ويبذل بعض طالبي الجاه جهداً (فاخراً) في طلب القرب من (فخرية) وكسب ود مانحيها، تمهيداً للاقتران بها واقتيادها إلى كليشة السي في .. بعد التقاط السيلفي!