خضير الحميري /
تهبُّ بين حين وآخر دعوات لرفع شعار (صُنع في العراق)، في إشارة إلى ضرورة استنهاض الصناعة في البلد بعد أن همدت وخمدت صناعتنا طوال عقدين من الزمن، وأرى أن الزراعة، التي تعاني من أعراض الخمود والهمود، هي الأخرى تتطلب أن نرفع لها شعاراً مماثلا، ولاسيما بعد أن خَلَت (زلاطتنا)، على تنوعها، من أي طعم محلي.
(زُرع في العراق) شعار يستحق الصدارة والتشجيع من أجل أن ينتعش فلاحُنا وبقالُنا وسائقُنا وعاملُنا وعلوتُنا، وتنتعش صناعاتنا الغذائية من معجون وكجب وصاص ومايونيز ومربى ودبس وراشي وقيمر وحليب وأجبان وأزباد وكرزات وأجباس بعد أن تنتعش بطاطتنا وطماطتنا وخيارنا وبصلنا وتمورنا وبرتقالنا ومشمشنا وكشمشنا ورارنجينا وثومنا وقرنابيطنا ويقطيننا وفلفلنا وبيتنجاننا وكل (منتسب) من منتسبي مزارعنا الخضراء (أو التي ستصبح خضراء إذا ما نجحنا في حمايتها من الهجوم الاستيرادي المنظم).
ومثلما يلقى شعار (صنع في العراق) معارضة ومعاندة من بعض المنتفعين المتذرعين بحرية التجارة وأهمية إنفتاح (الخروف) المحلي على (الضِّباع) الأجنبية، سيعاني شعار (زرع في العراق) أشكالاً من التهربات والتهريبات والالتفافات المعهودة، لكن هذه المعاندة والمشاكسة قد تمتد لفترة قد تطول أو تقصر تبعاً للدعم والإسناد اللذين نقدمهما للمنتوج الزراعي والصناعي المحلي حتى يقف على قدمين ثابتتين، وتبعاً للجدية التي نحّول فيها الشعار من حبر على ورق.. إلى طماطة وبطاطا وبيتنجان في الطاوة!