خضير الحميري /
لا أعرف من أين جاء هذا التعبير المحلي الذي يُنهي كل ضحكة جماعية مُنعشة بعبارة : أللهم اجعلها ضحكة خير.. وكأن الضحك نذير شؤم.. وقد يضاف إليها أحياناً (وشرها على الغير) أو (شرها على اللي في بالي) أو (على فلان) ويوضع مكان فلان اسم شخص أو جهة تستحق (وفق مزاجنا) أن نحول إليها كل الشرور الناتجة عن فرفشتنا..
لماذا حصرنا الضحك بكل فوائده العلمية، في تنشيط الدورة الدموية، وتبديد الكآبة، وتحريك عضلات الوجه، وإنعاش الروح المعنوية.. لماذا حصرناه في أمثالنا ومتداولاتنا الشعبية في زاوية الشؤم، وبدأنا ينصح بعضنا بعضاً بالمشي خلف من يبكينا وتجنب المشي خلف من يُضحكنا ويربت على أكتاف روحنا المنكسرة.. لماذا أصبحنا أكثر ميلاً للشخص المتجهم مقارنة بالشخص البشوش، باعتبار أن التجهم يشي بالرزانة فيما تشي (البشبشة) بالخُفيّة!
ثم.. لماذا ربطنا في مأثورنا بين كثرة الضحك وقلة الأدب، وجعلنا البعض يتوقف فجأة عن ضحكة مشروعة مسموعة لا لشيء، وإنما لحذره من الدخول الى منطقة (القلّة)، وكأن مؤشر الضحك في (دشبول) الأخلاق تجاوز الفترة المسموح بها للانشراح، أو اضطرار البعض الى كتم ضحكة مستحقة متعوذاً من الشيطان الرجيم.. لابد أن هناك قصة مؤثرة في محفورات الذاكرة الشعبية نالت من سمعة الضحك، وجعلتنا نربط بينه وبين الاستهتار وعدم الانضباط.. في حين أن أقسى همومنا يمكن أن تتصدع بضحكة بسيطة.. تنتقل عدواها بين الأسماع بلا خوف ولا وجل..
اللهم اجعله كاريكاتير خير..