خضير الحميري /
فترة طباخات الرطب، بحسب التعبير العراقي المتوارث، هي فترة متميزة بارتفاع شديد في درجات الحرارة التي تقوم بإنضاج التمر وتستمر لثلاثين يوما تمتد من العشرين من تموز ولغاية العشرين من آب، تتراوح درجات الحراة فيها بين نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات مئوية، إلا ان حدود هذه الفترة ومهامها تمتاز بالمطاطية، فبدلا من ثلاثين يوما قد تتوسع لتصبح خمسين أو ستين يوما، وقد تكتسح الصيف بأكمله رغم الدعابة التي تقول (أن آخر عشرة من آب تفتح من الشتا باب)..
كما انها تحتال على مهامها الأساسية في إنضاج التمر تحديدا لتتعداه لـ(تحرق) الشجر والبشر، وتسيل اسفلت الشوارع، وتوسع عمل الدوشات لتنتقل من الحمامات الى الأسواق والطرقات.
وفي خبر صادم صرح الناطق باسم الرطب بأن لا علاقة لنضوج الرطب بهذا الارتفاع الجنوني في درجات الحرارة، وأضاف: إن هذه التهمة ألصقت بالرطب جزافا بعد أن أطلقتها إحدى العجائز قبل عشرات أو مئات السنين من دون موافقة مراكز الأنواء الجوية، وطالب الناطق إياه بتبرئة التمر من هذه الفرية عازيا سبب الارتفاع المتطرف الى ظروف بيئية شاذة تخلت فيها مدن البلد وأريافه عن حلتها وأحزمتها الخضراء، واكتفت بمنظر الكونكريت الصحراوي.
وأضاف: أن الرطب ينضج في أماكن أخرى من العالم لا تعرف شيئا عن (الطباخات) بل تتمتع بعذوبة مناخ البحر المتوسط مثل مصر وتونس والجزائر من دون أن تصل درجات الحرارة لديها الى مستوى الشعواط الذي لدينا.