خضير الحميري /
طش يطش طششان، من المصطلحات التواصلية المستحدثة تماما، وتعني تحقيق الانتشار الجماهيري بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، المقبولة لفظيا وأخلاقيا وغير المقبولة، وساعدت التطبيقات من خلال ابتكاراتها التفاعلية في إرضاء شهية الراغبين بالطشة لتحقيق مبتغاهم بلمسة زر، فيسبوك، تلغرام، إنستغرام، تويتر، يوتيوب، فايبر، واتسآب، ماسنجر، و..و..وما قد يستجد في الفترة الزمنية بين كتابة هذا المقال ونشره..
وأعرف كثيرين (وكثيرات طبعا)، شغلهم الشاغل على مدار الساعة هو الطشطشة والنشنشة والدردشة، فإذا صادفك حادث في الطريق تنشغل أنت بتفسير ما حصل وقد تندفع لمد يد المساعدة، في الوقت الذي لا ينشغل هواة الطشة سوى بـ “مد أيديهم” إلى هواتفهم لتسجيل وبث ما جرى، تتمتع أنت بيوم جميل، غيوم متناثرة، أشجار يانعة ورود متفتحة، ولا يرى الطشاش ما تراه، فقد أعار عينيه لشاشة موبايله واكتفى بقراءة التعليقات ومراقبة عداد الإعجابات والمشاركات.
كانت الشهرة عندنا (المفهوم القديم للطشة) تقتصر على نجوم السينما والتلفزيون من مذيعين ومذيعات وممثلين وممثلات ومخرجين ومخرجات وكومبارس، في الوقت الذي يمكن أن ينال الشهرة في بلاد غير بلادنا مصممو وعارضو الأزياء ونخبة من الفنانين التشكيليين والمعماريين وبعض رجال الأعمال ورموز المجتمع..أما شهرة السياسيين فهي خليط عجيب بين الشهرة والشهيرة!