خضير الحميري/
كتبت الروائية (ميسلون هادي) على جدار صفحتها الفيسبوكية قبل فترة منشوراً أثار الكثير من ردود الفعل الطريفة.. قالت: قبل ساعات كنت أفكر بشراء كرسيين للمطبخ من هذا النوع (ونشَرت صورة للكرسيين اللذين كانت تفكر بهما). تضيف: وكنت أتساءل مع نفسي أين تباع مثل هذه الكراسي، ولم أخبر أحدا بذلك، فاذا بصورة تظهر لي بعد قليل في إعلانات الفيس تظهر ذينك الكرسيين اللذين فكرت بهما..!!
كان أغلب أصحاب التعليقات يؤكدون أن أمراً مشابهاً قد حصل معهم، كأن يفكروا في السفر، فتظهر لهم أسعار التذاكر وأفضل الخطوط الجوية، وأفضل الفنادق، أو يتحدثون فيما بينهم عن تناول وجبة العشاء فينط الموبايل مقدماً لهم (لَستة) من إعلانات المطاعم الفاخرة، أو يتحدثون عن شراء بدلة جديدة فيبادر الموبايل ليرشدهم الى أفضل المحال، أو يفكرون بشخص غثيث يطلبهم مبلغاً من المال.. فيسمعون طرقاً على الباب وإذا به يقف أمامهم بشحمه ولحمه مبتسماً..
إحدى المعلِّقات ذكرت مسألة خيالية، قالت: لقد سقطت مني أقداح في المنزل أثناء (توضيب) الحاجيات فحزنت عليها كثيراً، وبعد أن جمعت الزجاج المتناثر وذهبت لأرتاح، وحين كنت أقلب في موبايلي ظهرت لي دعايات بأنواع وموديلات لا تعد ولا تحصي من الأقداح، فما كان مني سوى أن أرمي الموبايل وأقرأ المعوذتين!
بعضهم علّل الأمر بخوارزميات الفيس التي دمجت مؤخراً مع الذكاء الصناعي، وبدأت تفعل الأعاجيب، بعضهم الآخر قال إنما هي مسألة تفاعلية جرى تنشيطها في وسائل التواصل، تترصد الصور والكلمات والمقاطع التي تتوقف عند ظهورها على جهازك، وتحسب لك الثواني وأجزاء الثانية التي توقفت فيها كي تتوصل الى حاجاتك ورغباتك وميولك وما تشتهي، أو ما لا تشتهي، فتكثر أو تقلل لك منها.
فخذوا حذركم فإن الموبايلات مثل الجدران لها عيون.. وآذان!