خضير الحميري/
من أغرب ما قرأت.. خبر يتحدث عن إلقاء القبض على أحد متعهدي (الدكات العشائرية)، الذي تتلخص مهمته بتنفيذ (الدكات) على بيوت الناس عند الطلب لقاء مبالغ مالية متفق عليها. وإلحاقاً بهذا الخبر، قرأت قبل فترة قصيرة خبراً آخر بإلقاء القبض على شخص ينتحل صفة رجل دين للمشاركة في (كعدات) الفصول العشائرية لقاء حصة دسمة من (المحصول). ومن ذلك يمكن أن نستنتج أن الشائعة المتداولة حول وجود شيوخ عشائر للإيجار لتنفيذ الكعدات العشائرية هي الأخرى صحيحة.
و.. يمكنك أن تتخيل معي أن المتعهد إياه يجلس في مكتبه لتلقي الطلبات وتمشية الطلب الأكثر إلحاحاً ومردوداً، وهو يستفسر من صاحبه عن مستوى (الدكة) المطلوبة وعدد الطلقات التي ستطرز جدران الدار، وعدد المشاركين فيها ونوع الأسلحة المستخدمة و(الهوسات) والرايات المرافقة لها، وهل يتطلب الموضوع كتابات معينة باللون الأحمر على سياج البيت (المدكوك)، أم اللجوء الى التهديد والوعيد صوتياً من خلال (اللاود سبيكر) أو عبر رسالة من مجهول (على الواتساب).. وكلشي بفلوسه!
ثم يحري بعد الاتفاق على التفاصيل توقيع (التعهد) من الطرفين بحضور شهود (عدول) وتسلم نصف المبلغ مقدماً على أن يستوفى النصف الثاني بعد تنفيذ ومعاينة آثار (الدكة) والتأكد من فاعليتها. وحين يختلف الطرفان على بند من البنود أو تفصيلة من التفاصيل، فإن هناك العديد من المكاتب المنافسة يمكن اللجوء إليها للحصول على عروض سخية بجودة أفضل!