خضير الحميري/
لا أقصد هنا مسلسلات المطاردات والطيخ طاخ وإفلات البطل من مطارديه في اللحظة الأخيرة، وإنما أقصد المسلسل الدرامي المأساوي لحوادث الطرق التي نشهدها ونعيش مرارتها كل يوم، وربما كل ساعة، إذ تصدمنا الأخبار بحادث دهس أو انقلاب أو اصطدام، نتيجة للتهور أو الشرود أو.. خلل المكابح.
مع أننا نعرف أن ما نسمعه ونتابعه من حوادث هو أقل بكثير من الحوادث الفعلية، فغالباً ما يجري التكتم وعدم الإبلاغ عن الحادث، إما بسبب التراضي الودي، أو (غير الودي)، بين الضارب والمضروب، بين الفاعص والمفعوص، بين الداهس والمدهوس، حين يبدي المتسبب استعداده لتحمل الأضرار (بعد إقناعه بالحوار أو.. القوة)، وإلا فـ.. حضّر عمامك!
ولا تحدثني بهذا الخصوص عن الإحصائيات المعلنة لحوادث السيارات في بلدنا مقارنة مع البلدان الأخرى، ثم تخلص الى النتيجة المعتادة التي تقول إن هذا يحصل في أفضل البلدان و(مفيش حد أحسن من حد)، ناسياً أو متناسياً أن ما يوثق وينشر لدينا هو أقل من ربع الناتج الإجمالي (لمطاخخات) الشوارع، ففي تلك البلدان يوجد تأمين صارم على السيارات ومالكيها يوثق أصغر الحوادث وأفدحها.. ولم تصلهم بعد تكنلوجيا (الكعدات) العشائرية التي تتدخل لفض المنازعات وحجبها عن أنظار.. وسجلات شرطة المرور.
فخسائر حوادث الطرق المادية والبشرية ترقى الى مرتبة الحروب، وها أنا أطالع تصريحاً لمصدر مسؤول يقول فيه إن ضحايا الحوادث المرورية تعادل 4 أضعاف الحوادث الإرهابية، فهي حرب إذاً، لكنها لحسن الحظ حرب يمكن تلافي معظم نتائجها بردم أسبابها، من خلال تحسين وتخطيط الطرق، والمحاسبة على شروط السلامة، والتشدد في منح إجازات السوق، وتأثيث الشوارع بالعلامات التحذيرية، ثم.. اللجوء الى (العين الحمرة) حجزاً وتغريماً.. وتجريماً إن تطلب الأمر!