خضير الحميري /
منذ التصريح المثير للجدل.. والمثير للاهتمام الذي أطلقه أحد المسؤولين حول نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب في العراق والذي خمّن فيه نسبة التعاطي بينهم بـ 50% وأن أهمية محاربة المخدرات لا تقل شأنا عن مكافحة الإرهاب، وموضوع المخدرات بمختلف أنواعها وأسماء (الدلع) المحلية التي تحملها يحظى باهتمام متزايد، وتخوف متزايد، من العائلة العراقية التي بدأت ترصد تحركات أبنائها وطبيعة علاقاتهم، ترصد ما يأكلون و(يشمون)، ما يبيعون ويشترون ويخبئون، لاسيما بعد أخبار الجرائم العائلية التي ثبت صلة بعضها بتعاطي المخدرات، وهذه بالنسبة لي أهمية التصريحات التي تقرع جرس الإنذار بجرأة وتدعو الجميع للمشاركة في درء الخطر، بدلا من التصريحات (المورفينية) التي تنتشر تحت شعار (الدنيا ربيع والجو بديع)!
يعرّف أحد المختصين المخدرات بأنها أي مادة كيميائية أو نباتية يسبب تناولها إنهاك الجسد والتأثير السيئ على العقل والسلوك، أما الإدمان فهو مرض ينتج عن التعاطي المتكرر للمخدرات، إذ يصعب على المريض الخلاص من أعراضه دون تدخل طبي وتأهيلي خارجي ينتشله من حالة الانحدار، وأغلب المدمنين الشباب وغير الشباب ينكرون حالتهم الإدمانية خوفا من (الوصم) الاجتماعي و(البهدلة) التأهيلية.
ومن أخطر ملامح هذه الظاهرة سهولة الحصول على المادة المخدرة، وسهولة تعاطيها، وسهولة إيجاد الأعذار والمبررات للارتماء في أحضانها، من قبيل البطالة، والظروف الاقتصادية، والعزلة، وأصدقاء السوء، وتسكين الآلام الشخصية، ونسيان الحبيبة الغادرة، وغيرها من المبررات التي أسمعها في اعترافات المتعاطين التي تُعرض على شاشة التلفزيون بين فترة وأخرى.. وحين يسأله المذيع عن المبلغ الذي ينفقه على التعاطي شهريا.. اكتشفُ أنه أربعة أضعاف المكافأة التي أتقاضاها شهريا من مجلة الشبكة!