خضير الحميري/
تعرفت قبل سنوات على دلالة هذا الرقم في المتداول الشعبي ، حين حذرني صديقي من شخص كان قد غادر جلستنا لتوه، وترك في نفسي مشاعر من التعاطف والاعجاب من خلال حديثه المنمق واستعداده اللامحدود للمساعدة ومد يد العون للآخرين، فكلما ذكرت معضلة أواجهها في شأن من شؤون الحياة، ضرب على صدره إستعدادا لمساعدتي في حلها، وحين استغربت من تحذير صديقي قال إنه 56 ، أجبته : شكو بيهه آني 55 يعني شنو الفرق ( وكنت أظن انه يقصد المواليد) !!وبعد أن تحولتُ الى (نصبة) بين الجالسين توضح لي الأمر، وعرفت ان رقم 56 يشيرالى مادة في القانون العراقي تخص النصب والأحتيال ، باتت تطلق على كل من يمارس الأحتيال كنوع من الأيجاز والفطنة الشعبية.
ومن يومها إتخذت كامل الحيطة والحذر في التعامل مع الآخرين وصرت أحرص على التأكد من (رقم) الشخص الذي يجالسني أو يتطوع لمساعدتي في أمر من الأمور قبل أن أمنحه ثقتي (ومحفظتي) الكاملة، ولذلك لم أقع في مصيدة الأحتيال سوى ….(56) مرة !!