ترجمة: ثريا جواد /
اسماعيل درامية مهاجر شاب من غامبيا غادر بلاده وهو في الـخامسة عشرة من عمره دون موافقة ومعرفة والديه في العام 2014 حاله مثل كل المهاجرين في رحلة البحث عن حياة جديدة وحلم الوصول الى اوروبا عابراً الصحارى والبحار سيراً على قدميه ليبدأ رحلة مثيرة والتي يقول عنها …
أعتقد اني في وقت من الأوقات (فقدت حياتي) ليس إلا، ولم يكن يعلم ما الذي تخبئه له الاقدار ليصبح لاحقا محط اهتمام أرقى الماركات العالمية الرجالية للالبسة ويتصدر صفحات الصحف والمجلات وكل وسائل التواصل الاجتماعي.
رحلة شاقة
هاجر اسماعيل درامية عبر دولة السينغال وبقي فيها ثلاثة أشهر واشتغل في مهن عديدة من أجل توفير لقمة العيش والحصول على بعض المال للوصول الى اوروبا حلمه الأزلي، وبعد أن قضى نحو شهرين في (بوركينا فاسو) غرب أفريقيا وجد عملا في تفريغ الشاحنات واشتغل في بعض الحقول وبدون مقابل في بعض الأوقات. وبعد عدة شهور من رحلته الشاقة عاد ليتصل بوالديه عند وصوله الى النيجر في رحلة استغرقت احد عشر يوما وصولا الى الصحراء التي بقي فيه اربعة أيام باتجاه ليبيا.
رحلته لم تكن سهلة ورافقها الكثير من المخاطر والمفاجآت، فعند وصوله الى مدينة (سبها) الليبية وبسبب أوضاعها السيئة كان مضطرا دائما وباستمرار للاختباء خوفا من التعرض للاعتداءات، وكان دائم البحث عن العمل لتوفير ثمن بطاقة التذكرة الى مدينة طرابلس. تعرض اسماعيل درامية للطعن بسكين في ساقه من قبل طفل صغير في الـحادية عشرة من عمره يرتدي زيا عسكريا، وكان يضع التراب فوق الجرح كي يوقف النزيف ولم يتلق اي علاج او مساعدة. تم إيداعه السجن وحاول الهرب مرات عديدة. في احدى المرات وهو في السجن، جاءه شخصان واقتاداه الى احدى القرى للعمل في الحقول وكان يشتغل طيلة الوقت مجانا ليعاد الى السجن مرة أخرى و في النهاية تمكن من الفرار.
الوصول الى ايطاليا
بعد رحلة طويلة وصل اسماعيل درامية الى الشواطئ الايطالية حيث بقي يومين بصحبة 110 مهاجرين، وعبر سفينة ايطالية تابعة لاحدى المنظمات الانسانية غير الحكومية، تم تقديم العلاج والغذاء الضروريين له, ليصل الى مدينة تيرميني اميريز في جزيرة صقلية حيث تم وضعه في مركز خاص بالمهاجرين في العام 2014. تعلم اللغة الايطالية وسجل في مدرسة للسياحة بعد أن حصل على شهادة الاعدادية.
بدأ العمل نادلا وهي الصدفة التي جعلته يبدأ حياة جديدة ومثيرة في كل شيء حين التقى صديقاً له صلة وثيقة بعالم الازياء والذي منحه فرصة الد خول الى هذا العالم والمشاركة في تقديم بعض العروض البسيطة في قليل من المناسبات. ومن ثم انطلق ليصبح واحدا وفتحت له الحياة أبوابها ليصبح واحدا من أهم واشهر عارضي الازياء الرجالية في ايطاليا ويقتحم عالم الموضة من أوسع ابوابه, لكن عمله هذا لم يمنعه من ممارسة هويته المفضلة وهي (الطبخ) الذي يعشقه حد الجنون.
عن الغارديان