ارشيف واعداد عامر بدر حسون/
الاستاذ عبد الجبار توفيق أحد المخرجين العراقيين القلائل الذين يتفهمون العمل السينمائي وكان -من المسؤول- باكورة أفلامه وهو يتهيأ هذه الأيام لاخراج فيلم جديد عن حياة الطلبة في العراق، القصة من تأليفه هو وسيقوم باخراجها قريباً على ضوء الاختبارات التي حصل عليها بعد انتهائه من فيلمه الأول –من المسؤول- وعبد الجبار توفيق أنيق في ملبسه هادئ في طبعه يميل إلى انتقاء الكلمات المناسبة عندما يتحدث، تشعر وأنت تجلس إليه بالاطمئنان ويستطيع دونما عناء أن يجعلك تصدق كل كلمة يفوه بها أنه كفيلم –من المسؤول- بسيط، متواضع صادق في أحاسيسه ومشاعره قلت له وكان يجلس وراء مكتبه في شركة سومر.
* علمنا أنكم تنوون اخراج فيلم جديد.
– نعم أنني انتهيت مؤخراً من وضع قصة تدور حوادثها في أحد الأقسام الداخلية للطلاب، وسيكون الفيلم الجديد أكثر شمولاً من الفيلم السابق من المسؤول، ونطاق القصة أوسع وسأتبع في اخراجه طرقاً جديدة، ومن ناحية –اللغة- سأجعلها قريبة إلى فهم الجماهير في الدول العربية.
* الا ترى أن حصر القصة بحيث تدور أحداثها في قسم داخلي للطلاب سيجعل نطاق الحوادث في الفيلم ضيقاً؟
فأجابني والابتسامة لا تفارق وجهه:
– هذا ما يتبادر إلى الذهن لأول وهلة، ولكنني أستطيع أن اطمئنك إلى أنني سأجعل من الفيلم حركة دائبة مستمرة، والقصة بحد ذاتها مشوقة، وفي حياة الطلبة جوانب إنسانية متعددة، والجو الطلابي لا يخلو من مفارقات نستطيع أن نخلق منها مواقف تدعو إلى الوقوف عندها باعجاب.
* متى تعتقد أننا نستطيع أن نخرج بالفيلم العراقي من دائرته الضيقة وندفع به إلى خارج حدود العراق؟
فقال وقد لمع في عينيه بريق من الثقة والأمل:
– هذا ما نعمل من أجله الآن، الفيلم العراقي يجب أن يصدر خارج العراق كي ينتعش ويرتفع مستواه.. أننا لن نستطيع بغير المال أن نصنع شيئاً من أجل هذه الصناعة الناشئة، أن الجهود المضنية التي نبذلها ستذهب هباء اذا لم نفتح للفيلم أسواقاً جديدة وعلى هذا الأساس راعيت في فيلمي القادم أن يكون مفهوماً –من حيث اللغة- في البلاد المجاورة.
* ما هي العوامل التي تقف دون تقدم الفيلم العراقي؟
– الحقيقة أن السينمائيين في العراق يعانون كثيراً من المصاعب والمتاعب.. وهناك الضريبة الفادحة التي لا تعترف بأن صناعة السينما في العراق صناعة ناشئة يعوزها التشجيع والأخذ بين العاملين فيها.
* هل أفهم من هذا أن ايراد فيلم من المسؤول لم يكن مشجعاً على الاستمرار في العمل؟
– لا أستطيع أن أدعي هذا.. ولكننا نتمنى أن نقوم بانتاج أفلام لها كل مقومات النجاح كي نرفع رأس بلادنا عالياً بين الأمم وهذا لن يكون الا بالتنازل عن جزء من الضريبة المفروضة على هذه الصناعة. وساق عبد الجبار دليلاً واضحاً على تأثير الضريبة فضرب مثلاً بالأفلام الانجليزية التي باتت تعاني كثيراً من وطأة الضرائب فاضطر معظم دور السينما والاستديوهات إلى غلق أبوابها كما قدمت شركة ارثر رانك وهي أكبر شركة انجليزية، مذكرة إلى الحكومة البريطانية ترجو فيها تخفيض الضرائب.
* ما رأيك في المتفرج العراقي؟
وهنا اعتدل في جلسته وقال:
– المتفرج العراقي عندما يدخل لمشاهدة فيلم عراقي ينتظر أن يشاهد عملاً سينمائياً كاملاً ولا يهمه بعد هذا أن يعرف شيئاً عن المصاعب التي نعانيها ولا يريد أن يسمع شيئاً يمت بصلة إلى حقيقة وضع السينما من حيث المعدات البالية وقلة الامكانيات الفنية المتوفرة.. ومع كل هذا فأننا نعمل من جهتنا على أن نعطي المتفرج شيئاً يساوي المبلغ الذي دفعه أو الساعات التي صرفها في مشاهدة الفيلم.