الشبكة العراقية/
تكشفت ملامح قصة تطور الحوت عام 1966 حين قام عالم الاحافير فان فالين برصد التشابهات بين عظام مجموعة من آكلات اللحوم المنقرضة المسماة بوسطية الحوافر mesonychids مع أحافير وعظام الحيتان Cetacea .
لدعم هذا الطرح كان على انصار التطور تقديم الأدلة والتنقيب في طبقات الارض القديمة بحثا عن تسلسل انتقالي زمني بسجل أحفوري لاسلاف منقرضة كانت تسير على الأرجل تظهر تدرجا واشكالا وسيطة بين ثدييات الأرض وثدييات البحر، لكن ملامح ذلك السلف الأرض القديم للحيتان ظلت شبحية برغم الافتراض السابق لداروين في مصنفاته على استحياء انه كان دبا.
قصة تطور الحوت
ولم تتكشف ملامح قصة تطور الحوت الا بحلول عام 1966 حين قام عالم الاحافير فان فالين (Van Valen) واثناء فترة عمله بمتحف نيويورك للتاريخ الطبيعي برصد بعض التشابهات بين عظام مجموعة من آكلات اللحوم المنقرضة المسماة بوسطية الحوافر mesonychids مع أحافير وعظام الحيتان Cetacea .
هذه الحيوانات المنقرضة الشبيهة بالذئاب والمسماة بـ (mesonychids ) امتلكت أسنانا ثلاثية شبيهة بتلك التي في الحيتان المعاصرة.. واستنتج فالين من تلك المشاهدة ان الحيتان انحدرت من (mesonychids ) ومنذ ذلك الحين توجهت بوصلة انصار التطور وعلماء الأحافير للبحث في ذلك الاتجاه الذي اقترحه فالين عن عظام اسلاف الحوت التي تمتلك صفات مورفولوجية (هيكلية – تشريحية) مرتبطة بمجموعة وسطية لحوافر mesonychids ،
قصة تحول
وكان رائد البحث في هذا الاتجاه هو عالم الاحافير المتخصص ببحثه عن اسلاف الحوت جنجريتش (Gingerich ) الذي بدأ رحلته في البحث خلال عقد السبعينات من القرن المنصرم واستمر لاكثر من عقدين في رسم الأطر العامة لسجل تطور الحيتان وتبعته وتزامنت معه كشوفات حفرية أخرى ودراسات متعددة لعلماء آخرين نتج عنها تأطير للخطوط العريضة لذلك المسار عبر سجل أحفوري مفترض اصطفت خلاله سلسلة كاملة من الحيوانات المنقرضة واحدة بعد الآخرى في تتابع زمني وفقا للفترات الجيولوجية التي كانوا يعيشون فيها ووصفت بأنها أشكال انتقالية متسلسلة بين الثدييات البرية والثدييات المائية بالكامل.
هكذا يحكي التطور قصة تحول الحوت بمخططات رائعة وقصة مثيرة وهذا النوع من القصص يروقنا جميعا .
رصد التأريخ السجل الأحفوري لذلك الحدث الملحمي الذي يحكي لنا كيف تطورت وحوش اليابسة التي كانت تسير على اربع الى وحوش البحار المهيمنة (الحيتان).
والحيتانيات (الحيتان والدلافين) تعتبر من الثدييات وليست من الاسماك لكنها تعيش حياتها كاملة في الماء خلافا لمعظم الثدييات التي تعيش على الأرض.
وبذلك كان محتما على انصار التطور حل تلك المعضلة ووضع سيناريو خاص بكيفية تطور هذه الثدييات وانتقالها الى البحر مرة اخرى بعدما غادرته قديما .
ولذلك افترض الطرح التطوري ان الحيتان ككل الثدييات تطورت من الزواحف التى تطورت بدورها عن برمائيات والتي غادرت هى الأخرى المحيطات بعدما تطورت عن الاسماك من حقب زمنيه سابقة.