على نفسها جنت براقش

رجاء خضير /

كان (ع) من المتابعين لما تنشره “مجلة الشبكة” فكتب يقول: دائماً ما تكون للمرأة حصة الأسد في قصصك.. اليوم أقتحم الباب الذي تكتبين فيه, فهو ليس حكراً على النساء, فللرجال هموم أيضاً.
اسمعي قصتي…
تخرجت في الجامعة بمعدل عالٍ يؤهلني لإكمال الدراسات العليا, وهذا ما حدث..
كان والديّ يشجعاني على الدراسة وتحقيق حلمي, كيف لا وأنا الابن الوحيد بين ثلاث أخوات..
ثابرتُ واجتهدتُ في الدراسة, وثمار ذلك كنت أجنيه نهاية السنة..
خلال دراستي تعرفت على فتاة جميلة، لها كلمة مسموعة عند الأساتذة, وكانت تسبقني في الدراسة بعام, وجدتُ فيها الإنسانة المميزة عن الأخريات وكانت –أيضاً- تساعدني كثيراً في دروسي..
بعد شهور صارحتها بحبي لها، وهي كذلك بادلتني الحب نفسهُ..
أضاف (ع):
عرف أهلها بقصتنا، بعد أيام طلبت مني أن أتقدم لخطبتها، فذهبنا الى أهلها وتحدث والدي مع أهلها الذين وافقوا مباشرة دون تأخير, كان شرطهم أن نتزوج قبل إكمالنا –أنا وهي- الدكتوراه, وجرى ذلك بسرعة مذهلة. عشنا وسط رعاية واهتمام أهلي, إذ كنا منصرفين إلى دراستنا التي تفوقنا فيها, وصدر لنا أمر التعيين في جامعة واحدة, وهذا ما قربنا أكثر أحدنا من الآخر.
أنجبتُ زوجتي بنتاً جميلة، وبعدها توأماً ولدين نشروا السعادة والفرح في البيت. لم ينغّص سعادتنا هذه سوى سفري الدائم لحضور المؤتمرات العلمية والحلقات الدراسية في الخارج.

وفي إحدى هذه السفرات تقربت مني إحدى الفتيات التي كانت تعمل في المنظمة التي أعدت الحلقة الدراسية، كانت فتاة من أصل عربي من دول الجوار, ساعدتني كثيراً في ترجمة رسائلي وأطروحاتي العلمية, وبدأ خيط التعارف بيننا يقوى مع الأيام.
شرد (ع) قليلاً ثم قال: حينما كنت أعود إلى وطني، كانت تبكي عند الوداع ولا تكف عن مهاتفتي عند الوصول، ولاحظت زوجتي ذلك, لذا كنت أختلق الأعذار والحجج خشية على بيتي وأولادي، لكن حكم القلب ماذا أفعل به؟
ومن سوء الصدف أن العميد رشحني إلى حلقة دراسية في نفس البلد ونفس المنظمة التي تعمل هي فيها، اعتذرتُ، لكن لم يُقبل اعتذاري لأن تخصصي العلمي هو المطلوب. ولأول مرة عارضت زوجتي سفري بحجة الأولاد وصعوبة رعايتها لهم. لكني، بعد أيام، أقنعتها بالسفر، وهكذا التقيت بحبيبتي الجديدة في المطار حيث كانت بانتظاري, في هذه الأيام تطورت علاقتي بها كثيراً حتى تزوجتها هناك في بلدهم وأخبرتها بزوجتي وأطفالي وأهلي وبأنني أحبهم جميعاً ولا أستطيع مفارقتهم، وافقت على ذلك.

أخبرتُ أهلي بالتأخير بسبب دراسة سأجريها هناك، وجاء يوم العودة الى وطني وأهلي, وإذا بزوجتي الجديدة قد حزمت حقائبها لتأتي معي, وتناقشنا كثيراً دون فائدة , أخبرتُ والدي بذلك، وصديق لي يعرف قصتنا، وقد اقترح الأخير أن يستأجر لنا بيتاً بعيداً عن أهلي وزوجتي الأولى.
وهكذا أصبحتُ مشتتاً بين زوجتين وبين بيتين، كل هذا العذاب والقلق الذي أعيشه لا تعتبره زوجتي الثانية تضحية من أجلها, كانت غيرتها عليّ غير طبيعية, اندلعت بيننا جبهة من المعارك والتجاوز بالألفاظ ثم الضرب، نعم صرت أضربها حين تتجاوز بالكلام السيئ على أهلي او على زوجتي, كانت (زوجتي الثانية) تصرُ على مرافقتي أينما أذهب و.. ضقتُ ذرعاً بغيرتها وتصرفاتها، وفي أحد الأيام صدر أمر إيفادنا (أنا وزوجتي الأولى) الى نفس البلد لحضور مؤتمر علمي، وما أن سمعت زوجتي الثانية حتى أعلنتها ثورة عليّ وهددتني بمختلف التهديدات، أرسلتُ لها رسالة من المطار: (أنتِ تعرفين أنني متزوج ولدي أطفال وأحبهم جميعاً)….
وصلنا الى البلد الذي يقام فيه النشاط العلمي، وفي أول جلسة اقترب مني شخص ليبلغني أن شخصاً ما يريد مقابلتي للضرورة….

خرجتُ من القاعة لأجد شقيق زوجتي الثانية يخبرني بأن شقيقته (أي زوجتي الثانية) قد انتحرت, وإنها أبلغتهم بأنني السبب في انتحارها.
اعتذرتُ عن حضور الجلسة بين استغراب الحاضرين، ولاسيما زوجتي التي لا تعرف شيئاً عن زواجي بثانية, وقضية انتحارها.
رافقت شقيق الزوجة الثانية الى بيتهم لأجد الشرطة تنتظرني هناك.
وبين الجلسات والأدلة، التي وثقتها لابنتهم وتدخل الوجهاء هناك، أفرجوا عني بكفالة، لكن القضية لم تنتهِ, بل ازدادت تعقيداً حينما عرفت زوجتي الأولى بكل شيء, واعتبرت تصرفي هذا خيانة لها وللعشرة التي بيننا وتركت البيت مصطحبة الأطفال..
كل شيء مبهم.. لم ينتهِ بعد !!