آلاء فائق/
مع أن عادات المسلمين في البلدان العربية والإسلامية تتشابه كثيراً في عيد الفطر المبارك، غير أن بعض الشعوب والدول تنفرد بعادات وتقاليد تميزها عن غيرها.
صحيح أن كل الشعوب الإسلامية تتوحد بصلاة العيد واستقبال الأقارب وزيارة الجيران وصلة الرّحِم، كونها منبعثة عن تشريعات دينية واحدة، غير أن لكل شعب طريقته الخاصة في ممارسة هذه العادات والتقاليد.
قيمر العرب .. سيد مائدة الفطور في العراق
العيد في العراق له طعم مختلف تماماً، إذ تستعد المناطق الشعبية لاستقباله بنصب المراجيح ودواليب الهواء والفرارات وتهيئتها للأطفال، أما النساء فيبدأن منذ آخر أسابيع رمضان بتنظيف المنزل وترتيبه، كما يشرعنَ بتحضير انواع مختلفة من المعجنات، أبرزها “الكليجة” التي تُحشى إما بالجوز أو بالتمر او الحلقوم أو بجوز الهند أو بالسمسم والسكّر والهيل، مع إضافة “الحوايج”، وهي نوع من البهارات تعطيها نكهة معروفة. كما تعمل النساء نوعاً آخر من “الكليجة” من دون حشو يطلق عليه “الخفيفي” إذ يضاف إليه قليل من السكّر ويدهن بصفار البيض ويخبز إما بالفرن أو بالتنور، وفي حال إعداد الأسرة لكميات كبيرة منها، تؤخذ “بصواني” لأقرب فرن صمون بالمنطقة كي تشوى. في العيد تحديداً تعد الكليجة من أساسيات ما يقدم للضيوف مع الشاي والجكليت والحلقوم أو منّ السما أو المسقول.
بعد صلاة الفجر، تذهب العديد من العوائل للمساجد لتأدية صلاة العيد. ويتسيد “قيمر العرب” والكاهي مائدة الفطور الصباحي لأول ايام العيد. وفي اول أيامه اعتاد العراقيون على زيارة بيت الوالدين والبقاء هناك لتناول طعام الغداء، ثم معايدة الأقارب والأرحام ومن ثم الأصدقاء. وتكون فرحة الأطفال كبيرة بعيدية الجدّ والجدّة والأعمام لينطلقوا بعدها لساحات الألعاب حيث يركبون دواليب الهواء والمراجيح.
في اليمن يحرقون الحطب
للعيد في اليمن نكهته الخاصة التي تميزه عن بقية شعوب العالم الإسلامي، حيث تبدأ الاستعدادات له مع العشر الأواخر من رمضان، فالكل صغاراً وكباراً تجدهم مشغولين بجمع الحطب وتكديسه على هيئة أكوام عالية، استعدادا لحرقها ليلة العيد تعبيراً عن فرحتهم بقدومه.
بينما يهتم أهل القرى باليمن بنحر الذبائح ويوزعون لحومها على الجيران والأقارب، ويتسامرون طيلة أيام العيد بتبادل الأحاديث ومختلف الحكايات في مجالس عامرة.
أما أصحاب المدن فيتبادلون فيما بينهم الزيارات العائلية بعد صلاة العيد، ويبتهج الأولاد بالعيدية. ومن أشهر الأكلات اليمنية التي لا يكاد يخلو بيت منها بالعيد “السَّلتة”، وهي عبارة عن حِلبة مدقوقة وقطع بطاطا مطبوخة مع القليل من اللحم والأرز والبيض، وهناك “بنت الصّحن” أو “السّباية”، وهي عبارة عن رقائق من الفطير مترابطة مع بعضها البعض، ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي، وتتباين عادات العيد في اليمن بين المدن والقرى، حيث تتميز العادات في القرى بالطابع الاجتماعي، حيث التجمع في الساحات العامة، وإقامة الرقصات الشعبية والدبكات، فرحًا بقدوم العيد.
حدائق ومتنزهات مصر تغصّ بالناس
تتزين الأحياء الشعبية في مصر بمظاهر العيد ، ويستقبله المصريون بفرحة لا مثيل لها، وتبدأ أجواء العيد منذ نهاية رمضان، حيث الأطفال الفرحون بملابسهم الجديدة مع والديهم بالمولات والأسواق، ناهيك عن الازدحام في المخابز، استعدادًا لعمل كعك العيد، الذي يعد بصمة أساسية من بصمات العيد في مصر، وتتفنن المرأة المصرية بعمله مع الفطائر والمعجنات والحلويات التي تقدم للضيوف.
منذ ساعات الصباح الأولى لأول أيام عيد الفطر، تغص الشوارع والميادين بالناس وتسمو المآذن بالتكبيرات والتواشيح الدينية الصاعدة حتى عنان السماء، فتزهو القلوب فرحاً ويجتمع المؤمنون كافة تحت ظل واحد، وعقب صلاة العيد يتبادل الناس التهاني، وتبدأ الزيارات بين الأهل والأقارب، وكباقي البلدان العربية يفرح الأطفال “بالعيدية” فيتوجهون بملابسهم الزاهية إلى الحدائق العامة والمتنزهات حيث الألعاب والملاهي.
من بين عادات المصريين الأخرى تبادل الحلوى والمأكولات الشهية، التي غالبًا ما تكون مصنوعة في البيوت بين الأقارب والجيران وأشهرها الكعك والبسكويت، الذي يصنع بعناية عالية لهذه المناسبة السنوية السعيدة.