ارشيف واعداد عامر بدر حسون /
عادت الى مصر فايزة الطرابلسي بعد فسخ خطبتها من ولي عهد العراق الأمير عبد الإله، ووفقاً للأصول او الاتفاق فإنها امتنعت عن التصريح بسبب فسخ الخطبة وصار مفهوماً أن الجميع رددوا المثل القائل: الزواج قسمة ونصيب.
وهنا لقاء معها أجرته مجلة “آخر ساعة” المصرية فور عودتها الى بيت العائلة:
إن الفتاة التي عرفها المجتمع المصري باسم فايزة الطرابلسي ثم عرفها باسم الأميرة فايزة العراقية قد استردت اسمها القديم وعادت الى وطنها بوصفها السيدة فايزة هانم الطرابلسي.
وهي تعيش اليوم حياة هادئة في منزل والديها الذي يطل على النيل وبين أفراد عائلتها.. والحياة التي تعيشها اليوم خالية من تقاليد الإمارة، بل هي حياة عادية بسيطة.
وكل من يعرفها وقد رآها بعد عودتها يجد أنها لم تتغير.. وأن ابتسامتها الرقيقة لم تفارقها.. وهي تعبر عن صفاء وهدوء.. ولا يجد كل من يثيره الفضول أية إجابة منها على فضوله، فهي لا تتكلم عن تفصيلات الظروف التي أحاطت بها في العراق وكل ما تقوله هو أنها تدعو لسمو الوصي بالسعادة، ثم تذكر فضائل الملكة عالية، وتدعو لها بالشفاء والعمر المديد.. وأن العراق بالنسبة لها مازال القطر الشقيق.
وتلقي فايزة هانم نظرة طويلة الى الأفق البعيد ثم على جبال المقطم.. وعلى القلعة، وعلى مآذن المساجد البعيدة، ثم تتبع بنظرها القوارب بأشرعتها البيضاء التي تجري على مياه النيل، وتسبح في ذكريات الأمس وفجأة تبدو عليها سعادة خفية، إنها بين هذا كله تريد أن تعيش أيام الغد، ثم تتنهد وهي تسرح بخاطرها الى حياتها المقبلة، ويأتي ابن شقيقتها الصغيرة ويقطع عليها تفكيرها، ويجذبها من يدها حتى تجلس أمامه ليقص عليها نكتة سمعها اليوم، فتضج الشرفة بضحكات سعيدة.