أنسام الشالجي /
لم تكن دراستي للطاقة الإيجابية وكيفية المحافظة عليها ونشرها لخلق أجواء مثالية في البيت لفائدتي الشخصية فقط، إنما تقاسمت خبرتي مع صديقاتي وبينهن من كانت تشكو الملل والخمول دون أي عارض مرضي، وأخرى كانت المشاكل تتوالد في بيتها دون أية أسباب.
بدءاً، البيت هو الواحة التي نتمناها في خضم المشاغل اليومية التي لابد وأن تتخللها مصاعب ومشاكل أحياناً تتسبب في استنفاد طاقتنا الإيجابية، وأجواء البيت إن كانت استناداً الى شروط جلب الطاقة الإيجابية وإدامتها، كفيلة بشحننا بها.
صديقتي التي كانت تعاني الملل والخمول، تعودت أن تحتفظ بكل شيء في البيت، أغراض و اثاث تقوم بتغييرها بين فترة وأخرى، بل وتحتفظ حتى بقطع أوانٍ متكسرة، وحجتها دائماً (الذكريات)! “في كل قطعة أثاث مهترئة او صحن مكسور بعض ذكرى من أيام الشباب، لذلك أحتفظ بهما، ذكريات تنعش أيامي”.. ولكن على العكس، خبراء الفنغ شوي، الفلسفة الصينية لتوليد الطاقة الإيجابية من خلال توزيع الأثاث والأغراض وتناغمها بكل ما يحيط بها، يؤكدون أن وجود قطعة أثاث مهترئة في البيت، ستقضي على بعض الفراغ او الحيز الذي يمنح شعوراً برحابة البيت، والذي بدوره يمنح شعوراً للفرد بالراحة ويمنحه طاقة إيجابية للتصالح مع النفس ولعلاقات متوازنة مع أفراد العائلة. تخلصت صديقتي من (ذكرياتها) المجسمة بالكراكيب، وبدأت المساحات الفارغة في الصالة وغرفة النوم تصبح مركزاً يبعث بالطاقة الإيجابية وتغير يومها من الملل الى التفاؤل والخمول الى العمل والابتكار.
وكانت الكراكيب والاحتفاظ بأغراض لا داعي لها لدرجة امتلأت بها كل الدواليب، سواء الخاصة بالملابس او بالمطبخ والحمام وحتى في البيتونة، مصدراً للمشاكل التي كانت لا تنتهي في بيت صديقتي الأخرى، ولكي أقنعها، جعلتها تقرأ الكثير، كتباً ومواقع على الإنترنت، عن (علم طاقة المكان و الفنغ شوي)، والذي تؤكد عليه الخبيرة في هذا المجال (سها عيد) في حوارات سابقة لها إذ قالت “إن لكل بيت طاقته الخاصة، وكلما التزمنا بقوانين هذا العلم كلما شعرنا بالراحة والإيجابية في منازلنا أكثر.” واتبعت صديقتي النصيحة، بأن تراجع مرة في الشهر ما تحتفظ به من أغراض للاستغناء عما لا تستخدمه، وبالفعل، وخلال شهرين، مثلاً، تبرعت بملابس كانت تحتفظ بها منذ سنوات وأوان وأثاث مطبخ، لمنظمات المجتمع المدني الخاصة بالإغاثة.. وفرغت دواليبها والبيتونة من الكراكيب التي تجلب الطاقة السلبية بسبب الزحام غير المنظم في البيت، وامتلأ البيت بالطاقة الإيجابية وبدأت المشاكل تقل، بينما صديقتي التي بدأت تتبرع لمن يحتاج، قررت أن تتطوع في العمل مع منظمة خاصة بالإغاثة و بدأت تنصح صديقاتنا المشتركات بأهمية التخلص من الكراكيب والراحة النفسية التي يمنحها العمل التطوعي.
واستناداً الى الفنغ شوي، فإن بيوت العنكبوت تجلب الطاقة السلبية، ولا مكان أفضل للعنكبوت من الغرف او البيتونة التي تحتفظ بكراكيب لا تستخدم، وهذا أمر آخر، ينصح به خبراء الطاقة للتخلص من بيوت العنكبوت.
كذلك للإضاءة الجيدة دورها، نهاراً وليلاً، في البيت وطاقته الإيجابية، لذلك لابد من الاهتمام بالنوافذ ونظافتها وبنوعبة الستائر وألوانها وسمكها، ولمنح المكان اتساعاً وضياء أكثر، من الضروري وضع المرايا في الغرف ذات المساحات الصغيرة، على أن تكون هذه المرايا مقابل مصادر الضوء لتعكسه وتوزعه في أنحاء المكان، فالمرايا لا تعكس وجوهنا فقط، إنما تعكس الراحة النفسية من خلال مهمتها في نشر الضوء ومنح إحساس باتساع المكان.
وطبعا لنظافة المكان دورها في توفير الطاقة الإيجابية، وهناك نقطة قد لا تلفت انتباهنا دائماً وهو الغبار الذي يتراكم في زوايا الغرف وفي حواف النوافذ والأبواب وخلف قطع الأثاث، ولابد من التخلص منه، لأن هذا الغبار من (أكبر) مصادر الطاقة السلبية في البيت او موقع العمل.