
ريتاج سعد لـــ “الشبكة العراقية”: قلة الدعم تسببت بانحسار لعبة الشطرنج
حوار/ أميرة الزبيدي
لاعبة محبوبة عشقت لعبة الشطرنج منذ طفولتها، سارت على خطى جدها ووالدها، أبطال اللعبة، وأخواتها اللواتي تربعن على المراكز الأولى في لعبة الشطرنج، فهي من عائلة تخصصت بلعبة الشطرنج، ولاسيما أنها بعمر الـــورود، إذ ولدت عام 2009، طالبة في الرابع العلمي، وبطلة العراق للفئات العمرية منذ أن كان عمرها 5 سنوات.
إنها ريتاج سعد، الحاصلة على العديد من الألقاب خلال مسيرتها مع اللعبة، منها حصولها على لقب اللاعبة المثالية في بطولة الأولمبياد العربي، التي أقيمت في الشارقة، بدولة الإمارات العربية عام 2018، كما حصلت على لقب أصغر لاعبة مشاركة في الدوري العراقي الممتاز، وهي بعمر 4 سنوات، ومازال اللقب مسجلًا باسمها منذ عام 2013، عن مسيرتها الرياضية، حاورتها “الشبكة العراقية”، فكان معها هذا اللقاء:
* هل وصلت إلى ما تطمحين إليه؟
– الحقيقة أن سقف طموحي عالٍ، أفكر بتحقيق لقب بطلة العراق للنساء كي أسير على نهج البطلة الدكتورة إيمان حسن الرفيعي.
* إذا كانت هناك جولات تنافسية بينك وبين شقيقاتك.. فمن منكن تفوز؟ وهل ينحاز لك الوالد في مبارياتك؟
– هناك تنافس قوي بيني وبين شقيقاتي، ولاسيما أختي الوسطى الدكتورة رويدة، والوالد ينحاز لي دائمًا، لكنه يحلل (الدسوت) بعد انتهاء اللعبة، ويوضح الأخطاء والتأكيد على النقلات الصحيحة.
* ما أبرز إنجازات ريتاج السنة الماضية والحالية؟
– أنا بطلة العراق منذ عام 2014، فقد حققت بطولة العراق للفئات العمرية، وما زلت متربعة على عرش الفئات العمرية للشطرنج، كما حقتت نتائج متميزة على المستوى الفرقي، منها المركز الأول مع نادي الفكر التخصصي للشطرنج في بطولة دوري أندية نساء العراق، فضلاً عن نجاحات كثيرة وكبيرة على مستوى الأندية، مع ناديي الهدف والاتصالات للسنوات الماضية.
* كيف ترين الدعم المقدم للعبتكم؟ ومن يدعمها؟
– نمني النفس بأن يوازي الدعم ربع ما يقدم لكرة القدم، فالرياضة ليست كرة قدم فقط، ولا بد هنا من دعم الدولة لجميع الألعاب الرياضية، لكون هذه الرياضات تشارك وتحقق الإنجاز للعراق في سوح البطولات الخارجية، نتمنى أن يكون هنالك دعم، ولو يسير، للألعاب الفردية، ومن ضمنها لعبة الشطرنج، لدينا كفاءات وطاقات شابة يمكنها تحقيق نتائج متميزة لو توفرت لها معسكرات خارجية، ومدربون أجانب حقيقيون يعتنون باللاعبين، ومنهم على سبيل المثال البراعم والأشبال والناشئين والشباب، فمن خلالهم نستطيع معانقة المعدن النفيس والصعود إلى منصات التتويج.
* بماذا تختلف ريتاج عن شقيقاتها؟
– تقريباً، نحن الثلاثة، ريهام، ورويدة، وأنا، بذات الفكر، جميعنا بطلات العراق بلعبة الشطرنج، ومثّلنا المنتخب الوطني العراقي في مختلف المحافل الدولية، منها على مستوى بطولات العالم للشباب، أو بطولات آسيا، وفي مختلف البلدان العربية والآسيوية، بالنسبة لي، ركزت على الشطرنج بشكل أكبر من شقيقاتي، إذ مارست اللعبة بعمر صغير جداً، والآن بدأت أتفوق عليهن.
* هل توازنين بين اللعبة والدراسة؟
– حالياً أنا في الصف الرابع العلمي، ومن الطالبات المتفوقات، وإن شاء الله، سيكون الإعفاء الكلي غايتي التي أسعى إليها، وأنا ماضية بالتفوق، ولم تتعارض لعبتي مع دراستي، رتبت أموري ما بين الدراسة ومزاولة نشاطي الرياضي، وأحمد الله على كوني متفوقة في الاثنتين.
* ما الفرق بين الشطرنج والألعاب الرياضية الأخرى؟
– تحتاج لعبة الشطرنج إلى تركيز عالٍ جداً، وتدريب مستمر لعدة ساعات يومياً، وذهن صافٍ، وتفرغ بشكل كامل، على ألا يكون هناك ما يشغل بالك سوى الشطرنج؟
* ماذا تحتاج لاعبة الشطرنج من أجل مواصلة النجاح؟
– تحتاج إلى مدرب ناجح بمستوى أستاذ دولي كبير GM، ومعسكرات تدريبية خارجية، ومشاركات كثيرة في البطولات القوية الفعلية، وقاعة خاصة للتدريب، مع توفير باصات نقل تنقل أبطال اللعبة، والاهتمام بهم ومنح أبطال الشطرنج رواتب مجزية.
* ماسبب قلة البطولات؟
– قلة الدعم والتشجيع والاهتمام تسببت بانحسار اللعبة، ومع ذلك، فإن الحكم الدولي سعد محسن الكناني، وهو منظم دولي، تمكن من تنظيم أكثر من 84 بطولة للعام المنصرم، وبمجهود فردي، في مختلف محافظات العراق، وعلى وجه الخصوص العاصمة بغداد، بدون أي دعم من أية جهة، سواء كانت حكومية أو خاصة.
* سمعنا أنك مشجعة كبيرة لكرة القدم، كيف كان شعورك بعد النتائج الأخيرة للمنتخب الوطني؟
– كنت حزينة جداً، فالمنتخب لم يقدم المعروف عنه في مباراتي الكويت وفلسطين، ولاسيما أن المباراتين سهلتان، وكان يمكن اجتياز الفريقين، لكن لانعلم مالذي حصل لمنتخبنا الذي نتمنى ألا يكون قد ضيع فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم.